بعد قيامهم بالإحتيال علي المواطنين وسرقة أموالهم لإستثمارها في العملات الرقمية القبض علي 14 شخص بأمر من النيابة العامة

كان الصدمة الكبيرة هي السمة البارزة على وجوه الكثيرين عندما علموا بالأخبار المروعة عن تشكيل إجرامي يضم (14) فردًا وقد وقعوا في شباك النيابة. بالرغم من الوجه الحضاري الذي نعيشه في عصرنا الحالي، إلا أن هناك من يجد لنفسه متسعًا للقيام بأعمال غير أخلاقية، وكان أحدثها هذا التشكيل المنظم الذي حاول الاستيلاء على أموال الناس بطرق ملتوية.

حين نتكلم عن الاحتيال المالي، فإننا نتحدث عن استغلال الثقة والوسائل التقنية بشكلٍ سلبي. استغل هؤلاء الأشخاص تلك الوسائل بكل مهارة. تلقوا اتصالات من شركات وهمية، تمتد أذرعها خارج المملكة. وعلى الرغم من أن الوعد بأجر شهري زهيد قد يكون مغريًا للبعض، إلا أن التساهل وتمكين هؤلاء من التصرف بحساباتهم البنكية كان الخطوة التي فتحت الأبواب أمام التحايل.

وما يزيد الأمور خطورة، هو استخدامهم لبرامج تقنية حديثة تسمح بتمرير المكالمات والتواصل السلس مع الضحايا. وعلى هذا النحو، استطاعوا من إقناع الضحايا بفكرة الاستثمار ووعدهم بالأرباح الكبيرة، ولكن في النهاية، كان الهدف الحقيقي هو الاستيلاء على مدخراتهم.

هذه الوقائع تعطينا درسًا قيمًا في أهمية الحذر والتموقن من الوعود الجوفاء. يجب أن نتذكر دومًا أنه في عالم الإنترنت، يمكن أن تكون الواجهات خادعة. تشبيهاً بواحة في الصحراء، قد تبدو جميلة ومغرية من بعيد، لكن عند الاقتراب منها نكتشف أنها مجرد سراب.

sabq 2023 10 bb915549 3cce 4bd3 b88d d8c15a97a341 17

في السنوات الأخيرة، شهدنا ظهور وانتشار العملات الرقمية بشكل كبير. ورغم الفوائد التي قد تقدمها، فإن هناك جوانب مظلمة يجب الحذر منها. من بين هذه الجوانب، الأشخاص الذين يستغلون حماس الآخرين لهذه العملات، ويقومون بالترويج لعملات غير قانونية أو غير مرخصة. وهذا ما ألقت النيابة العامة الضوء عليه مؤخرًا.

وفي تفاصيل الحادثة التي ذكرت، تمكنت السلطات من ضبط مجموعة من الأشخاص قاموا بأنشطة غير قانونية متعددة. ومن بين هذه الأنشطة، تسويق عملات رقمية غير مرخصة، وهو ما يعرض حامل هذه العملات لخسارة كبيرة. بالإضافة إلى ذلك، قاموا بتحويل حوالات بنكية، وهو أمر يشير إلى حجم النشاط الذي كانوا يقومون به.

خطورة أجهزة التشغيل وشرائح الاتصال في عالم الاحتيال

ما يثير الدهشة في هذه القضية هو استخدام أجهزة تشغيل شرائح، وحيازة عدد من شرائح الاتصال. فهذه الأجهزة والشرائح، والتي يمكن لأي شخص أن يمتلكها، قد تحولت إلى أدوات في يدي المحتالين. وبفضلها، يمكنهم التواصل مع ضحاياهم والإيقاع بهم بسهولة.

هذه القضية، أكدت النيابة العامة على عزمها في الحفاظ على أمانة الأشخاص وممتلكاتهم. وشددت على أنها لن تتوانى في متابعة ومحاسبة كل من يحاول الاحتيال على الناس. وهذا رسالة واضحة لكل من يفكر في المسايرة على هذا الطريق المظلم، أن عواقبه قاسية ولا مكان للمجرمين في مجتمعنا.