ابحث في الموقع

بسبب النساء رجل افريقي يحبس نفسة 50 عاماً إلا ان النساء لم يتركوة وشأنة

بسبب النساء رجل افريقي يحبس نفسة 50 عاماً إلا ان النساء لم يتركوة وشأنة

في أعماق قلب إفريقيا، تحديدًا في دولة رواندا، تنتشر قصص وحكايات تجعلنا نتساءل عن مدى تأثير العقل والنفس على قرارات الإنسان. ومن بين هذه القصص، قصة كاليتكس نزامويتا، الذي قرر أن ينعزل عن العالم خوفًا من النساء.

عزلة امتدت لأكثر من خمسين عامًا

كان كاليتكس في السادسة عشرة من عمره فقط حين اكتشف خوفًا عميقًا وغير طبيعي من النساء، خوفًا جعله يتخذ قرارًا صعبًا وجريئًا. فبدلاً من مواجهة هذا الخوف والبحث عن حلاً له، قرر كاليتكس أن ينعزل عن العالم.

وفي تلك اللحظة، بدأت مرحلة جديدة من حياته، مرحلة المعزلة والانعزال التام عن النساء. فقام بتشييد سياج ضخم حول منزله يبلغ ارتفاعه أربعة أمتار، ليمنع أي اقتراب محتمل من قبل النساء.

الحياة وراء السياج

ومع مرور الزمن، اعتاد كاليتكس على حياته الجديدة وراء السياج، ورغم الصعوبات والتحديات التي واجهها، إلا أنه استمر في اتخاذ قراره بجدية وثبات. وقد استغرب الكثيرون من قراره، لكن لكل إنسان أسبابه التي تدفعه لاتخاذ قرارات قد تبدو غريبة للآخرين.

كاليتكس نزامويتا هو مثال حي على كيفية تأثير الخوف على قرارات الإنسان. فهو لم يختر الهروب من مشكلته، بل قرر مواجهتها بطريقته الخاصة، حتى لو كانت تلك الطريقة تعني العيش وحده وراء سياج لأكثر من نصف قرن.

قد يظن البعض أن بناء سياج حول منزلهم يمكن أن يكون وسيلة لحماية خصوصياتهم، ولكن لـ”نزامويتا”، كان الأمر يختلف تمامًا. فلم يكن يرغب في حماية خصوصيته فحسب، بل وكان يرغب في عزل نفسه تمامًا عن النساء. من المذهل أن يكون هناك شخص يشعر بمثل هذا الخوف الشديد من الجنس الآخر لدرجة أنه لا يمكنه التواجد بالقرب منهن، فكيف إذا كان الأمر يتعلق بالتحدث معهن؟

محبة نساء القرية رغم العزلة

على الجانب الآخر من القصة، ورغم هذا العزل الذاتي الذي اختاره “نزامويتا”، فإن قلوب نساء قريته لم تتوقف عن النبض بالمحبة والعطاء. حيث كن يرمين أغذية وملابس وغيرها من الحاجيات إلى داخل فناء منزله المغلق. وعلى الرغم من أن هذه النساء كن يعلمن أن “نزامويتا” لن يقابلهن أو يحادثهن، إلا أن رغبتهن في مساعدته كانت أقوى من كل الحواجز.

لغز الرجل الذي لا يتواصل ولكنه لا يرفض المساعدة

قد تكون هذه القصة غريبة بالنسبة للكثيرين، ولكنها تعكس حقيقة مهمة عن طبيعة الإنسان وعن التناقضات التي قد تعيش داخله. فبينما “نزامويتا” يعيش في عزلة شديدة، فإنه في الوقت نفسه لا يستطيع رفض المساعدات التي تأتيه من الخارج. وهذه المساعدات لا تأتي إلا من نساء القرية اللواتي يعرفن أنه يخاف منهن، ولكن حبهن وتعاطفهن يتجاوز هذا الخوف.

لكل منا مخاوفه الخاصة وأوجاعه التي يعيشها. ومع ذلك، هناك قصص تخرج عن المألوف وتلفت الانتباه، ومن هذه القصص، قصة نزامويتا. فبينما يعبر البعض عن مخاوفهم من الارتفاعات أو الأماكن المغلقة، هناك من يعيش تحت وطأة خوف غير مألوف وغريب من الأشخاص المحيطين به، وفي حالة نزامويتا، هذا الخوف ينصب تجاه النساء.

يُشار إلى نزامويتا بأنه يعاني من “رهاب الأجانب”، وهو مصطلح نادر يُطلق على الأفراد الذين يخشون بشكل مرضي وغير عقلاني من النساء. ورغم أن الرجل لم يخض تجربة الزواج أو التقرب من النساء، فإن خوفه الشديد منهن دفعه لاتخاذ إجراءات استثنائية لضمان عدم التقائه بهن.

تخيلوا حياةً تعيشها دون التواصل مع النصف الآخر من البشرية! قد يبدو ذلك غريبًا ولكن لنزامويتا هو واقع ملموس وحياة يومية. عبّر عن مشاعره قائلًا: “لا أريد النساء من حولي لأنهن يخِفْنني”. ولتحقيق هذا، اتخذ من منزله حصنًا مُحاطًا بسياج لضمان بقائه بعيدًا عن نظرات النساء وتواجدهن.

كانت الصدمة كبيرة عندما أصبحت قصته محل اهتمام الجماهير. فقد تصدرت قصة نزامويتا عناوين الأخبار لأول مرة في أغسطس، وذلك عندما قررت شركة الإعلام الإفريقية “أفريماكس” مشاركة قصته عبر مقطع فيديو تناقلته العديد من المنصات الإخبارية.

إغلاق