سيول قوية تتمكن من جرف سيارات معها “شاص و هايلوكس” وتغمرها بالمياة بشكل كامل! وهيئة الأرصاد تحذر بالمزيد من السيول القوية بهذة المناطق

في قلب الطبيعة الساحرة، حيث تلتقي السيارات القوية بتحديات الأودية، شهد وادي مرخ شمال محافظة أملج حدثًا لفت أنظار الناس وحبس أنفاسهم. فيديو تم توثيقه بعناية فائقة يكشف عن لحظات متوترة حين خذلت الأرض ضيوفها من العربات الرازحة تحت وطأة السيول الجارفة.

لم يكن يومًا عاديًا في وادي مرخ، ذلك الشريان الذي ينبض بالحياة في أرض أملج. فقد كانت السماء ترسل إشاراتها بأمطار خفيفة إلى متوسطة، تناثرت على محافظة أملج مُعلنة عن بدء معركة غير متكافئة بين الطبيعة وصنع الإنسان. وفي لحظة، كأن الطبيعة قررت أن تُظهر غضبها، حيث اندفعت مياه السيول بكل قوتها، مُحوّلة الوادي إلى مسرح لقوة لا يمكن ترويضها.

عندما تصبح السيارات ضحية

كانت السيارتان “جيب شاص” و”ونيت هايلوكس”، رمزًا للقوة والتحدي، لكنهما وجدتا نفسيهما في قبضة الطبيعة المستعرة. فالفيديو المثير للقلق يُبين كيف أن الانجراف لم يكن مجرد إمكانية بعيدة، بل كان حقيقة ماثلة حين تحركت السيارتان بلا إرادة، لتُصبحا لعبة في يد السيل الهادر، الذي لم يُبقِ ولم يذر.

الأمطار التي شهدتها محافظة أملج والتي كانت سببًا في هذا الحدث لم تكن سوى جزء من معادلة أكبر. فالأودية التي شهدت جريان مياه السيول، بما فيها وادي مرخ ووادي شثير، كانت تحكي قصة الطبيعة التي تتحدث بلغة العناصر. مشهد الغرق لم يكن إلا تذكيرًا بأن الطبيعة، مهما بدت هادئة، تحمل في طياتها قوة لا يُستهان بها.

رسالة إلى محبي الطبيعة

يحمل الفيديو الذي تم تداوله وسط مجتمعات محبي الطبيعة والمغامرات رسالة ضمنية عن الاحترام الواجب لقوى الطبيعة. ويؤكد على أهمية الإعداد الجيد والحيطة والحذر قبل التوجه إلى مثل هذه الرحلات، وضرورة الانتباه إلى الأحوال الجوية التي قد تتغير بسرعة، وتُحول المتعة إلى كارثة حين تُقلب صفحة هذا الحدث، يبقى الدرس واضحًا وضوح الشمس في ربوع أملج: الطبيعة ليست مسرحًا للعب، بل هي قوة عليا تتطلب الاحترام والتقدير. وتظل ذكرى سيارتي “جيب شاص” و”ونيت هايلوكس”، التي غرقت في وادي مرخ، شاهدًا على أن الإنسان، مهما بلغ من تقنية وتطور، يبقى جزءًا صغيرًا في وجه الطبيعة العظيمة.