فيضانات قوية تضرب أثيوبيا وتتسبب في مصرع 20 شخص ونزوح الآلاف فهل لسد النهضة تأثير

في أحضان الصومال الإثيوبي، حيث يمتزج الجمال الطبيعي بصمت الحياة اليومية، ضربت مؤخرًا مأساة طبيعية أرجاء المنطقة، تمثلت في فيضانات مدمرة أثارتها أمطار غزيرة غير مسبوقة، تاركة وراءها أثرًا من الدمار والحزن كانت السماء تُغدق خيراتها بغزارة، لكنها سرعان ما تحولت إلى سيول جارفة، أعلنت عن نفسها بلا مقدمات، فأسرت الأرواح واقتلعت الأمان من قلوب السكان. تلك الأمطار الغزيرة لم تكن مجرد قطرات ماء تسقي الأرض، بل كانت بمثابة رصاصات تفتك بأكثر من 20 شخصًا، وتحول حياة 12 ألف أسرة إلى ركام وذكريات مؤلمة.

بين انهيار الجسور وشظف العيش

الصدمة لم تقتصر على الفقدان البشري فحسب، بل امتدت لتشمل انهيار البنية التحتية التي تمثل الشرايين الحيوية للحياة. الجسور التي تهاوت كانت كفيلة بعزل المنكوبين، مما جعل مهمة الوصول إليهم أشبه بمحاولات استخلاص النور من بين ثنايا الظلام. وفوق ذلك، شهدت الماشية والمحاصيل والممتلكات ضربات قاسية، تُركت معها الأرض مجروحة، والإنسان مكلومًا، والحلم مبتورًا المفارقة في هذه الكارثة تكمن في أنها لم تكن بلا مقدمات؛ فقد سبق وأن لوّح مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية “أوتشا” بأعلام التحذير، مشيرًا إلى أن ظاهرة “النينيو” ستكون الفتيل الذي يشعل فتيل أمطار غزيرة قد تحل على شرق أفريقيا. لكن، يبدو أن الاستعدادات لم ترق إلى مستوى الخطر المتوقع، أو ربما كانت قوة الطبيعة أكبر من أي تدابير بشرية ممكنة.

من النجاة إلى النزوح رحلة البحث عن مأوى

تلك العائلات التي اضطرت للنزوح، حملت على أكتافها ثقل الحياة وتوجهت إلى المجهول، بحثًا عن ملجأ يؤويها من قسوة الطبيعة وغدر الزمان. هذا النزوح يعكس مدى الهشاشة التي تعيشها بعض المجتمعات في وجه الكوارث الطبيعية، حيث تتحول البيوت في لحظات إلى ذكريات تائهة تحت وطأة المياه.

رغم الحزن الذي يخيم على المشهد، هناك دائمًا متسع لومضة من الأمل. فالتكاتف الإنساني والجهود المحلية والدولية في تقديم المساعدات يمكن أن يشكل شراعًا يحمل المنكوبين إلى بر الأمان. وبينما تتواصل الجهود لإعادة بناء ما دمرته الطبيعة، يظل السؤال الملح: كيف يمكن لمجتمعاتنا أن تكون أكثر صلابة واستعدادًا لمواجهة تقلباتها المفاجئة لا تتوقف حكاية الصومال الإثيوبي عند هذا الفصل الأليم، بل يجب أن تكون دافعًا للنظر إلى الأمام، وبناء مستقبل حصين يحتضن الإنسان والطبيعة معًا في سلام.