توقف القلب المفاجئ: أعراضه المنذرة التي يغفلها الكثيرون وأسبابه غير المتوقعة

توقف القلب المفاجئ: أعراضه المنذرة التي يغفلها الكثيرون وأسبابه غير المتوقعة
توقف القلب المفاجئ: أعراضه المنذرة التي يغفلها الكثيرون وأسبابه غير المتوقعة

يشكل توقف القلب المفاجئ حالة طبية طارئة بالغة الخطورة قد تؤدي إلى الوفاة إذا لم يتم التعامل معها بسرعة وفعالية وتسبقه عادة مجموعة من العلامات التحذيرية التي يجب الانتباه إليها مثل تسارع نبضات القلب غير المبرر والشعور بضيق حاد في التنفس وألم في منطقة الصدر بالإضافة إلى الدوار الذي قد يتطور إلى فقدان مؤقت للوعي أو إغماء.

عند ظهور هذه المؤشرات الخطيرة فإن التصرف الفوري هو استدعاء الإسعاف دون أي تأخير نظرا لأن كل دقيقة تمر تزيد من صعوبة الموقف وحتى وصول المساعدة الطبية المتخصصة يصبح إجراء الإنعاش القلبي الرئوي للشخص المصاب أمرا حيويا لإنقاذ حياته ويبدأ الإنعاش بوضع إحدى اليدين في منتصف صدر المصاب ثم وضع اليد الأخرى فوقها مع الحفاظ على استقامة الذراعين وتوجيه الكتفين فوق نقطة الضغط مباشرة.

تتضمن عملية الإنعاش الصحيحة الضغط بقوة وثبات لأسفل بعمق يتراوح بين خمسة وستة سنتيمترات ثم السماح للصدر بالارتفاع مجددا ويجب تكرار هذه الدورة من الضغط والإرخاء بشكل متواصل وسريع دون توقف حتى وصول المسعفين وفي حال وجود شخص آخر يجب التناوب على أداء هذه المهمة كل دقيقتين تقريبا لتجنب الإرهاق وضمان استمرارية الضغط بفاعلية.

ترجع أسباب توقف القلب المفاجئ إلى عدة مشكلات صحية كامنة أبرزها مرض القلب التاجي الذي يؤثر على الشرايين المغذية للقلب وقصور القلب الذي يضعف قدرة العضلة على ضخ الدم بكفاءة كما يمكن أن يحدث نتيجة لحالات أخرى مثل التهاب عضلة القلب والأمراض التي تصيب صمامات القلب وتؤثر على وظيفتها بالإضافة إلى بعض العيوب الخلقية في تكوين القلب منذ الولادة.

يمكن تقليل خطر التعرض لهذه الحالة المهددة للحياة عبر تبني نمط حياة صحي يقوم على أسس وقائية واضحة تشمل ممارسة الرياضة بانتظام لتعزيز صحة القلب والأوعية الدموية واتباع نظام غذائي متوازن يركز على تقليل الدهون والأملاح للحفاظ على شرايين سليمة ويعد الإقلاع النهائي عن التدخين وتجنب المشروبات الكحولية من أهم الخطوات الضرورية لمنع تطور أمراض القلب.

تكتمل الإجراءات الوقائية بالمراقبة المستمرة للمؤشرات الحيوية مثل ضغط الدم ومستويات الكوليسترول في الجسم وهو ما يتيح الكشف المبكر عن أي خلل قبل تفاقمه كما يساهم التحكم في التوتر النفسي والضغوط اليومية في الحفاظ على سلامة القلب وتساعد الفحوصات الطبية الدورية في تقييم الحالة الصحية العامة واكتشاف أي مشكلات محتملة ويعتبر تعلم مهارات الإسعافات الأولية والإنعاش القلبي الرئوي استثمارا في صحة المجتمع قد ينقذ حياة شخص في لحظة فارقة.