
تعتبر السكتة الدماغية حالة طبية طارئة وخطيرة تحدث عند انقطاع أو نقص حاد في إمدادات الدم الواصلة إلى الدماغ وهو ما يحرم أنسجة المخ من الأكسجين والعناصر الغذائية الحيوية اللازمة لعملها ويؤدي إلى تلف الخلايا وموتها بسرعة كبيرة قد تصل إلى 1.9 مليون خلية في كل دقيقة تمر دون علاج.
يمثل النوع الإقفاري من السكتات الدماغية قرابة تسعين بالمئة من مجمل الحالات ويرجع السبب الرئيسي وراء هذا النوع إلى حالة تعرف بتصلب الشرايين وهي عملية تتراكم فيها مواد دهنية وكوليسترول على الجدران الداخلية للشرايين مع مرور الوقت مكونة ما يعرف باللويحات التي تسبب تضييق الشرايين. هذه اللويحات لا تضيق الشرايين فقط بل يمكن أن تتمزق وتتكون عليها جلطة دموية فإذا انفصلت هذه الجلطة وانتقلت عبر مجرى الدم لتسد أحد الشرايين المغذية للمخ يتوقف تدفق الدم وينتج عن ذلك السكتة الدماغية.
نظرا لخطورة تلف الدماغ الدائم الذي قد ينتج عن هذه الحالة فإن التدخل الطبي المبكر والعلاج الفوري يعد أمرا بالغ الأهمية فكلما طالت فترة انقطاع الدم عن الدماغ زادت مساحة الضرر واحتمالية حدوث مضاعفات طويلة الأمد.
يمكن تقليل احتمالية الإصابة بالسكتة الدماغية بشكل كبير عبر تبني مجموعة من التغييرات الإيجابية في نمط الحياة والسيطرة على عوامل الخطر المعروفة. يأتي في مقدمة هذه الإجراءات الوقائية اتباع نظام غذائي صحي للقلب يركز على الفواكه والخضروات والحبوب الكاملة ومصادر البروتين الصحية مع الحد بشكل كبير من تناول الدهون المشبعة. إلى جانب التغذية السليمة تلعب ممارسة التمارين الرياضية بانتظام دورا حاسما في الحفاظ على وزن صحي ودعم صحة الأوعية الدموية. كما يعد الإقلاع الفوري عن التدخين خطوة ضرورية حيث إن هذه العادة تسبب أضرارا مباشرة لجدران الشرايين وتضاعف من خطر التعرض للسكتة الدماغية.