
يُصنف البحر الأحمر كواحد من أهم النظم البيئية البحرية على مستوى العالم ويعد مركزا حيويا للتنوع البيولوجي بفضل مجموعة فريدة من الخصائص الجغرافية والبيئية والجيولوجية التي تجعل منه بيئة استثنائية لاحتضان أشكال متعددة ومذهلة من الحياة البحرية التي تزدهر في أعماقه.
يرجع هذا الثراء البيولوجي بشكل كبير إلى طبيعة البحر الأحمر الجيولوجية فهو عبارة عن أخدود قاري عميق يوفر بيئات وموائل بحرية متنوعة تسمح بازدهار الحياة. وتنتشر في أرجائه غابات المانجروف والحشائش البحرية التي تشكل مناطق حيوية لتكاثر وتغذية العديد من الكائنات النادرة.
تبرز الشعاب المرجانية الموجودة في الجزء الشمالي من البحر الأحمر بقدرتها المذهلة على الصمود في وجه درجات الحرارة المرتفعة. هذه الخاصية الفريدة تجعلها بمثابة ملجأ مناخي آمن ومخزون وراثي لا يقدر بثمن للمرجان على مستوى الكوكب في ظل تحديات تغير المناخ.
تساهم عوامل طبيعية أخرى في هذا التميز حيث إن نقاء المياه الشديد يسمح لأشعة الشمس بالوصول إلى أعماق كبيرة مما يعزز نمو الشعاب المرجانية بصورة صحية. كما أن دفء المياه وارتفاع درجة الملوحة عن المتوسط العالمي ساعدا على تطور أنواع بحرية فريدة تكيفت مع هذه الظروف الخاصة.
وتشير التقديرات إلى أن مياه البحر الأحمر تأوي آلاف الأنواع من الكائنات الحية التي تتنوع بين الأسماك والرخويات والقشريات والثدييات البحرية والسلاحف. والأمر الأكثر إثارة للدهشة هو أن نسبة كبيرة من هذه الكائنات متوطنة أي أنها لا تعيش في أي مكان آخر بالعالم حيث تشكل الأسماك المستوطنة 17 بالمئة والشعاب المرجانية 16 بالمئة بينما تصل نسبة اللافقاريات إلى 30 بالمئة.