يُعد تنوع الألعاب المتاحة في مكتبة Xbox Game Pass متعة حقيقية لكل من يشترك في هذه الخدمة. وبينما تجذب الألعاب الكبيرة والبارزة الأنظار، يجب ألا يغفل اللاعبون عن الاهتمام بالألعاب المستقلة التي تتميز بالبساطة. تقدم هذه الألعاب تجارب مبتكرة وجريئة، وتبرز ما يمكن أن يحققه استوديو صغير من المطورين الملتزمين بالشغف والعمل الجاد.

يشعر المرء بالرضا عندما يرى هذه الألعاب المستقلة تتألق كالماس ضمن كنوز مجموعة Xbox Game Pass. تابع القراءة إذا كنت ترغب في اكتشاف أبرز الألعاب المستقلة التي تستحق وقتك واهتمامك.

Blue Prince

تُعتبر البراعة السمة المميزة للألعاب المستقلة. توفر المساحات المستقلة في عالم الألعاب مجالًا أوسع للتجريب مقارنةً بالعناوين الضخمة ذات الميزانيات الكبيرة، التي غالبًا ما تكون أكثر تقليدية. لذا، عند البحث عن لعبة مستقلة جيدة، بل واحدة من أفضل الألعاب المستقلة لهذا العام، ينبغي لك العثور على تلك الشرارة الإبداعية. وقد أهدانا عام 2025 لعبة Blue Prince، وهي عنوان مستقل رائع بحق. قد يبدو وصف طريقة لعبها -المتمثلة في التجول داخل قصر وحل الألغاز و”إنشاء” الغرف أثناء التقدم- مُربكًا.

لكن بمجرد البدء في اللعب، ستجد أن الفهم يأتي بشكل مدهش وسهل. تبقى اللعبة مشوقة باستمرار بفضل التدفق المستمر من المحاولات والاستكشافات الجديدة. دائمًا ما تشعر أنك على وشك كشف سر جديد أو حل لغز آخر أو اكتشاف لغز جديد لتفكيكه. ورغم أنها صدرت مؤخرًا، إلا أنك عندما تلعب Blue Prince تدرك فورًا أنها ستظل باقية كواحدة من العظماء في عالم الألعاب.

Carrion

تقدّم لعبة Carrion تجربة فريدة من نوعها بوصفها لعبة رعب عكسية (reverse-horror)، حيث تجسد كائنًا غامضًا مكونًا من كتلة لحمية مليئة بالأنياب والعيون. تبدأ الأحداث في منشأة بحثية آمنة تجرى فيها دراسات على هذا الكائن، لكن سرعان ما تنقلب الأمور رأسًا على عقب عندما تتمكن من الهروب وتشرع في نشر الفوضى والخراب.

تتسم طريقة اللعب في Carrion بأسلوب سلس يشبه ألعاب الـMetroidvania، مع بعض التحولات التي تتناسب مع الأجواء العامة للعبة. ستتحرك بسرعة وانسيابية عبر المنشأة، وتلتهم البشر التعساء لاستعادة صحتك، وتنمو بشكل أكبر لتواصل رحلتك العنيفة في سبيل كشف قصة أصلك. ستعثر أحيانًا على عينات من الحمض النووي تزيد من قدراتك وتطورها، مما يمنحك خيارات إضافية للتقطيع والالتهام أو التنقل.

بشكل عام، تقدم اللعبة تجربة مباشرة تعتمد على مواجهات قتالية بسيطة وألغاز تنقل سهلة، لكنها مُنفذة بأسلوب أنيق وجذاب لدرجة أنها لا تُعتبر سلبية بأي شكل. المتعة تكمن في اللحظات السلسة والمثيرة التي تحاكي أفلام الرعب الخيالية العلمية من الثمانينيات وبدايات التسعينيات، وتُقدَّم بكثرة واحترافية.

Sifu

لا تُعتبر الصعوبة شرطًا أساسيًا لتصنيف اللعبة “مستقلة”، لكن لو كانت كذلك، فلا شك أن Sifu ستدخل القائمة. تُعد هذه اللعبة من منظور الشخص الثالث واحدة من أصعب الألعاب على الإطلاق. يجسد اللاعب فيها شخصية يسعى للانتقام من مجموعة قتلة اغتالوا عائلته، وعليه القضاء عليهم جميعًا قبل أن يهرم ويموت.

التحدي الأكبر يكمن في أن كل هزيمة يتعرض لها اللاعب تجعله يتقدم في العمر فورًا. وإذا وصل إلى المعركة النهائية وهو متقدم في السن، فلا يتوقع انتصارًا سهلًا. تمتاز آليات القتال في Sifu بأنها بلا رحمة ولكنها دقيقة للغاية. قد تنهي ضربة واحدة من الخصم جولة اللعب الحالية، لكن إذا أتقنت فنون القتال في اللعبة، فلن تجد لعبة أخرى تجعلك تشعر وكأنك جون ويك الحقيقي. حتى لو كانت لعبة مرخصة رسميًا لجون ويك لن تضاهي هذا الشعور.

Dead Cells

تعتبر Dead Cells لعبة منصات بأسلوب “روجلايت”، حيث يتحكم اللاعب بكائن واعٍ يشبه كتلة لزجة تخوض مغامرات عبر dungeons متداعية ومجارٍ مظلمة ومقابر كئيبة. تدور خلف هذه المغامرات قصة غير واضحة المعالم عن مملكة متدهورة تحت حصار نوع من “الوباء”، وعن كيميائي أجرى العديد من التجارب على الكائنات الحية. لكن العنصر الأبرز في Dead Cells هو نظام القتال الخاص بها.

عندما تخوض تجربة لعبة Dead Cells مرارًا وتكرارًا، محققًا نجاحات متفاوتة بناءً على الأسلحة التي تختارها، والترقيات الدائمة التي تطبقها، ومعرفتك بحركات الأعداء، ستكتسب إتقانًا لنظام القتال المجزي في اللعبة. ستتعلم أي الأسلحة تتناسب مع أسلوب لعبك وأي التعزيزات تناسب تلك الأسلحة. وستتعرف على توقيت التصدي أو التفادي لكل وحش. والأهم من ذلك، ستدرك ما تتوقعه اللعبة منك.

هناك جانب آخر لا ينبغي إغفاله في Dead Cells هو حس الفكاهة المميز. يتمثل هذا الحس بشكل مثالي في شخصية اللعبة، وهي عبارة عن كومة صغيرة من المادة اللزجة تسكن جسدًا بشريًا، ترفع كتفيها وتهز رأسها عندما تواجه شيئًا غامضًا. بينما تلعب Dead Cells وتتساءل كيف لم تجربها من قبل، تجد أن هذه الحركة بالذات تجيب على تساؤلك.