
طرق خاطئة في تناول الطعام قد تحول الأطعمة الصحية إلى مصدر للضرر
يعتقد الكثيرون أن مجرد اختيار أطعمة تحمل صفة صحية يكفي لضمان نظام غذائي سليم ولكن الحقيقة أكثر تعقيداً. فالصحة لا تكمن فقط في نوع الطعام بل في طريقة تحضيره وتوقيت استهلاكه والكمية المتناولة إذ يمكن لأفضل الأطعمة أن تفقد قيمتها أو حتى تسبب ضرراً عند تناولها بأسلوب خاطئ.
يعد الشوفان خياراً مثالياً لصحة القلب وقدرته على خفض مستويات الكوليسترول ولكن هذه الفائدة قد تتلاشى عند اختيار الأنواع سريعة التحضير. غالباً ما تكون هذه المنتجات المعلبة مليئة بكميات كبيرة من السكر المضاف والنكهات الصناعية التي تحولها من وجبة مغذية إلى خيار غير صحي. لذا يفضل دائماً استخدام حبوب الشوفان الكاملة الطبيعية وتحليتها بشكل معتدل باستخدام الفواكه الطازجة أو القليل من العسل.
وبالحديث عن العسل فرغم كونه بديلاً طبيعياً للسكر إلا أن التعامل معه يتطلب حذراً. يحتوي العسل على سعرات حرارية عالية وينبغي استهلاكه باعتدال. والأهم من ذلك أن إضافة العسل للمشروبات شديدة السخونة التي تتجاوز حرارتها 40 درجة مئوية قد يدمر إنزيماته المفيدة وينتج مركبات غير مرغوب فيها. النصيحة هي الانتظار حتى يبرد المشروب قليلاً قبل إضافة العسل للحفاظ على خصائصه العلاجية.
السبانخ أيضاً يشتهر بكونه مصدراً غنياً بالحديد والمغنيسيوم لكنه يحتوي على مركبات الأوكسالات التي قد تتداخل مع امتصاص الجسم للكالسيوم. بالنسبة للأشخاص الذين لديهم قابلية لتكوين حصوات الكلى فإن الإفراط في تناول السبانخ يومياً قد يزيد من المخاطر. يمكن تقليل محتوى الأوكسالات بشكل ملحوظ عن طريق سلق السبانخ لفترة قصيرة قبل استهلاكه.
كما أن المكسرات النيئة مثل اللوز والجوز والكاجو تعد كنزاً من الدهون الصحية والعناصر الغذائية ولكنها تحتوي على حمض الفيتيك وهو مركب طبيعي قد يعيق امتصاص معادن حيوية مثل الحديد والزنك في الجهاز الهضمي. للتغلب على هذه المشكلة ينصح بنقع المكسرات في الماء لبضع ساعات قبل تناولها فهذه العملية تقلل من تركيز حمض الفيتيك. ويجب تذكر أن حفنة صغيرة يومياً هي الكمية الموصى بها.
بعض الخضروات المفيدة مثل البروكلي والقرنبيط والملفوف قد لا تكون الخيار الأفضل عند تناولها نيئة بكميات كبيرة. تحتوي هذه الخضروات على مركبات تعرف باسم الجويتروجينات والتي قد تؤثر سلباً على وظيفة الغدة الدرقية لدى بعض الأشخاص. الطهي بالبخار يعد طريقة ممتازة لتحييد هذه المركبات مع الحفاظ على معظم القيمة الغذائية لهذه الخضروات.
يُقبل الكثيرون على الزبادي لفوائده الهضمية بفضل محتواه من البروبيوتيك أو البكتيريا النافعة. لكن يجب الانتباه عند شراء المنتجات التجارية إذ إن العديد منها يحتوي على كميات هائلة من السكر المضاف والمحليات الصناعية التي تقلل من فائدته الصحية. الخيار الأفضل هو اختيار الزبادي الطبيعي أو اليوناني غير المحلى وإضافة الفواكه الطازجة إليه للحصول على حلاوة طبيعية.
عصائر الفاكهة حتى الطبيعية منها قد تكون خادعة. عملية العصر تفصل الألياف عن الفاكهة وتترك وراءها سكراً مركزاً يؤدي إلى ارتفاع سريع في مستويات السكر بالدم. للحصول على الفائدة الكاملة من الفيتامينات والألياف ينصح بتناول الفاكهة كاملة بدلاً من شربها كعصير والتقليل من استهلاك العصائر الجاهزة.
منتجات الصويا تعد مصدراً ممتازاً للبروتين النباتي لكنها تحتوي على مركبات تشبه في تركيبها هرمون الإستروجين. هذا الأمر قد يسبب تأثيراً سلبياً على التوازن الهرموني لدى بعض الأفراد خاصة أولئك الذين يعانون من اضطرابات في الغدة الدرقية. من الأفضل استشارة الطبيب قبل جعل الصويا جزءاً أساسياً من النظام الغذائي.
الطماطم غنية بمضادات الأكسدة القوية لكن طبيعتها الحمضية قد تسبب إزعاجاً للأشخاص الذين يعانون من ارتجاع المريء أو قرحة المعدة. إذا كنت تعاني من حموضة مزمنة فمن الأفضل تقليل تناول الطماطم النيئة والاعتماد على الطماطم المطبوخة التي تكون أقل حدة.
أما البيض فهو غذاء متكامل غني بالبروتين والعناصر الغذائية الأساسية. ومع ذلك فإن الإفراط في تناوله وخصوصاً صفار البيض قد يشكل قلقاً للأشخاص الذين يعانون بالفعل من ارتفاع الكوليسترول. الاعتدال هو المفتاح حيث يعتبر تناول بيضة إلى بيضتين يومياً آمناً لمعظم الناس.
للحفاظ على القيمة الغذائية للطعام ينصح بتجنب الطهي المفرط الذي يدمر الفيتامينات والمعادن الحساسة للحرارة والابتعاد عن القلي قدر الإمكان. يجب عدم تخزين الطعام المطبوخ في الثلاجة لأكثر من ثلاثة أيام. ومن العادات الصحية شرب الماء قبل الوجبات وليس بعدها مباشرة واستخدام أواني طهي مصنوعة من مواد آمنة مثل الزجاج أو الستانلس ستيل.