
يعد تخصيص 150 دقيقة أسبوعيا لرياضة المشي استثمارا بسيطا في الصحة العامة يقدم عوائد كبيرة تتجاوز مجرد الحفاظ على اللياقة البدنية فهو نشاط لا يتطلب تكاليف مالية أو معدات رياضية معقدة مما يجعله في متناول الجميع لتحسين جودة الحياة بشكل ملحوظ عبر مجموعة واسعة من الفوائد الجسدية والنفسية.
ينعكس تأثير المشي اليومي بشكل إيجابي على الوظائف الإدراكية حيث يمنح الجسم المزيد من الطاقة والقدرة على التحمل ويعزز التركيز والأداء المعرفي العام كما يساعد على حماية الدماغ من التدهور المعرفي المرتبط بتقدم العمر بما في ذلك تقليل مخاطر الإصابة بالخرف ومرض الزهايمر. وعلى الصعيد النفسي يلعب المشي دورا مهما في تحسين الحالة المزاجية والتحكم في أعراض التوتر والقلق والاكتئاب فالتعرض لأشعة الشمس أثناء المشي يعزز إنتاج فيتامين د بالجسم كما أن عشرين دقيقة فقط كافية لخفض مستويات هرمون التوتر الكورتيزول مما يؤدي إلى شعور بالاسترخاء ونوم أفضل جودة.
يساهم المشي المنتظم في تعزيز صحة القلب والأوعية الدموية فالالتزام بنحو نصف ساعة يوميا يمكن أن يقلل خطر الإصابة بأمراض القلب والسكتة الدماغية والسكري من النوع الثاني كما يساعد على تحسين الدورة الدموية وخفض ضغط الدم ومستويات الكوليسترول الضار. ولا تقتصر الفوائد الوقائية على أمراض القلب فقد أظهرت الأبحاث أن النشاط البدني المعتدل لمدة تتراوح بين ساعتين ونصف وخمس ساعات أسبوعيا يقلل بشكل كبير من خطر الإصابة بسبعة أنواع مختلفة من السرطان مقارنة بنمط الحياة الخامل.
يعمل المشي المنتظم كداعم قوي لجهاز المناعة ويساعد الجسم على مكافحة الأمراض بفعالية أكبر حيث أثبتت الدراسات أن الأشخاص الذين يواظبون على التمارين الهوائية يتمتعون بقدرة أكبر على مقاومة الأمراض ويعانون من أيام مرضية أقل وأعراض أخف لنزلات البرد والإنفلونزا.
يساعد المشي في الحفاظ على صحة المفاصل والعظام ويمنع الشعور بالتيبس والألم خاصة للأشخاص الذين يجلسون لفترات طويلة حيث إن أخذ استراحة قصيرة للمشي يسهم في تقوية العضلات والمفاصل المحيطة بها. كما يقوي المشي اليومي العظام مما يقلل من احتمالية الإصابة بهشاشة العظام والكسور مستقبلا.
يمتد تأثيره الإيجابي ليشمل إدارة الوزن فالمشي بعد تناول الوجبات بمدة تتراوح بين 60 و90 دقيقة يساهم في خفض الارتفاع المفاجئ لمستويات السكر بالدم ومنع خطر الإصابة بالسكري كما يساعد على حرق بعض السعرات الحرارية الزائدة.