
لطالما كانت عناوين FromSoftware علامة مسجلة في التصنيف الفرعي الذي يدعى Soulslike، ولكن من بداية الإعلان عن Elden Ring Nightreign وكنت أتساءل عن جدوى تطوير هذه اللعبة، والjي تعتبر إضافة مستقلة عن اللعبة الأصلية، فقد صدر للعبة توسعة Shadow of Erdtree وكانت تحفة فنية بكل المقاييس، فلماذا العودة لنفس العنوان مجدداً ومع فكرة جديدة تماماً وهي Rogue Lite ؟ سأتحدث عن كل ذلك في مراجعة Elden Ring Nightreign الكاملة.
لقد كنت أنتظر اللعبة ولكن بحذر، خاصةً بعد تجربتي لنسخة البيتا والتي كانت تعاني من مشاكل لا تنتهي، فهل فاجئتني Elden Ring Nightreign بمستوى مبهر أم مخاوفي كانت في محلها؟
القصة
ليست Nightreign مجرد استكمال لمسيرة Elden Ring، بل تمثّل إعادة صياغة جذرية للمفاهيم التي صنعت هوية السلسلة، مع نبرة أكثر سوداوية ونضجًا في الطرح. رغم أن اللعبة تعود إلى أرض Limgrave، إلا أنها تظهر بحلة مغايرة تمامًا؛ مدينة غارقة في الخراب، تعكس نسخة مشوهة من عالم مألوف.
بأسلوبها السردي المختلف، وآليات التحدي المبتكرة، تقدم تجربة غامرة تدفع اللاعب نحو مناطق غير مألوفة. في هذا العالم، لا مجال للسكينة، ولا وقت لإعادة الأنفاس. كل لحظة في Nightreign هي اختبار جديد، وكل نصر تحققه يترك أثرًا لا يُنسى.
القصة في Nightreign ليست في المقدمة، لكنها لا تغيب عن الصورة تمامًا. الافتتاحية تعطيك لمحة سريعة عن الخلفية دون الدخول في عمق السرد، مما يوضح أن محور التجربة هنا ليس الرويّ بقدر ما هو التحدي واللعب والأجواء. لكن لعشاق التفاصيل وسبر أغوار العالم، هناك العديد من المسارات التي تكشف لهم الحكايات الخفية، من خلال قراءة الكتب والملاحظات المنتشرة في قلعة الـRoundtable، والتي تقدم رؤى حول خلفيات الشخصيات و”سادة الظلام”.
تصميم Roguelike بروح مألوفة
في Nightreign تبدأ كل مرة من نقطة مختلفة داخل منطقة Limveld، لتخوض مغامرة تعتمد على الاستكشاف والنجاة. عليك القضاء على الأعداء وجمع الـRunes لرفع مستواك واستخدام أسلحة نادرة. الزعماء الفرعيون متوزعون في أماكن عشوائية، وكل انتصار عليهم يمنحك فرصة الاختيار من بين ثلاث جوائز.
ما أثار دهشتي في النسخة الكاملة هو أن القضاء على “سيد الظلام” لا ينهي التجربة، بل يفتح أبوابًا لستة سادة آخرين. ظاهريًا قد يبدو لكل منهم عالمه الخاص، لكن الحقيقة أن العوالم تعتمد على أحداث متغيرة وزخارف تعكس طابع كل سيد، دون أن تكون خرائط جديدة بالكامل.
رغم ذلك، وجود زعماء فرعيين مرتبطين بكل سيد يجعل كل رحلة مختلفة، وكأنها فصل خاص داخل اللعبة الأم.
تُعتبر قلعة Roundtable المحور الرئيسي للعمليات، حيث يمكنك الانضمام لرحلات، تجربة الشخصيات، بيع وشراء Relics، أو تجهيز الأسلحة. لكن المدهش أن اللعبة تخفي بداخل هذا المكان مهام جانبية، وتقدم ميزة “عالم الذكرى” التي تتيح لك استكشاف ماضي كل شخصية والغوص في قصصهم وتحدياتهم.
يمكنك الخروج من الذكرى في أي وقت، أو توقيفها مؤقتًا من خلال دفتر اليوميات، لكن احذر، إن تقدمت في الأحداث الحالية فقد تفقد القدرة على العودة.
____
اقرأ أيضًا: مراجعة Elden Ring
____
توجه أسلوب اللعب
إن FromSoftware قلبت الطاولة على ما عهدناه في Elden Ring. ما نراه هنا هو مزيج ذكي بين أسلوب Souls الكلاسيكي وسرعة Sekiro، لينتج عنه نظام قتال أكثر حركية وتفاعلًا، خصوصًا عند اللعب التعاوني. هذا التغيير أضفى طابعًا أكثر إثارة وتنوعًا، وزاد من متعة التعامل مع مختلف أنواع الأعداء.
التحول الأكبر كان في تقديم “شخصيات محددة مسبقًا” بدلًا من تصميم شخصية من الصفر. أمامك ثمانية أبطال، لكل منهم طابع وأسلوب قتال مميز، مما يجعل كل تجربة فريدة ويُعطي هذا الإصدار نكهته الخاصة المستقلة عن Elden Ring الأصلية.
الأسلحة والأدوات – تنوع في الاستخدام أكثر من النوع

Nightreign لا تقدم ترسانة جديدة كليًا، باستثناء أسلحة الشخصيات المخصصة، لكن تم تعديل بعض الأسلحة الكلاسيكية، خاصة في قدرات Ash of War، مما يضفي عليها طابعًا جديدًا. كل سلاح يمتلك خاصية كامنة فعالة طوال فترة التجهيز.
الابتكار الحقيقي يكمن في نظام الـRelics، وهي طقوس تمنح اللاعب قدرات فريدة شبيهة بالـPerks، وتتنوع بين هجومية ودفاعية وداعمة. كل سيد ظلام يمنحك طقسًا خاصًا يعكس قوته. هذه الطقوس ليست فقط للتزيين، بل تلعب دورًا محوريًا في استراتيجيات القتال.
الزعماء خليط من القديم والمفاجئ
لعبة Nightreign لا تكتفي بزعماء جدد فقط، بل تقدم توليفة من وجوه مألوفة من Elden Ring وأخرى أسطورية من ألعاب FromSoftware القديمة. مثل Margit، Godskin Duo، Nameless King، وغيرهم.
هؤلاء الزعماء يظهرون بحسب منطقة كل سيد ظلام، مما يخلق شعورًا دائمًا بالمفاجأة، ويزيد من الحماس في كل مواجهة، خاصة عندما يظهر لك خصم لم تكن تتوقعه.
مستوى التحدي – لا مكان للرحمة
الصعوبة هنا هي عنوان اللعبة. الزعماء أقوياء وأخطاؤك لا تُغتفر، ويمثل اللعب الفردي تحديًا أكبر من الجماعي. اللعبة صُممت لتُخاض كفريق، حيث التعاون وتوزيع الأدوار هو مفتاح النجاح. اللعب الفردي يعرضك لهجمات مباغتة ويُضعف فرص النجاة.
ومع ذلك، فإن هذا التحدي هو ما يجعل اللعبة ممتعة، إذ تدفعك دائمًا لتجربة أساليب جديدة وعدم الاعتماد على روتين واحد.
الجانب الفني – رائعة جديدة من روائع FromSoftware
تمامًا كما عودتنا FromSoftware، تقدم تجربة بصرية آسرة تتجاوز مجرد الإبهار، سواء في التصاميم أو الموسيقى. الأجواء تعكس ثقل العالم وغموضه، والموسيقى ترفع من التوتر في اللحظات الحرجة. التصميم البصري يأسر الأنظار، لكنه للأسف يعاني من بعض المشاكل التقنية كهبوط الإطارات في مناطق معينة.
وإذا كان المشهد البصري يعطيك إحساسًا بالعظمة، فالموسيقى تضرب على وتر مختلف تمامًا. كل لحن مصمم ليخدم اللحظة: بداية المعركة تصاحبها نغمة ترفع الأدرينالين، وعندما يدخل الزعيم في طوره الثاني، تدخل الأوركسترا بطبقات جديدة، تجعلك تعيش الرهبة، وتستشعر حجم الخطر أمامك. التكامل بين الصوت والصورة هنا ليس مجرد زينة، بل عنصر أساسي في بناء التجربة. تجربة لن تكتفي بأن تجعلك تلعب … بل “تشعر” بكل لحظة، بكل ضربة، وبكل نفس تاخذه شخصيتك قبل مواجهة سيد الليل.