
شهدت أسعار الذهب استقراراً ملحوظاً في الأسواق المحلية والعالمية خلال التعاملات الفورية مع بقاء سعر الأونصة العالمية مرتفعاً فوق مستوى 3630 دولاراً. ويأتي هذا الثبات في مصر بالتزامن مع الإجازة الأسبوعية لسوق الصاغة اليوم الأحد الرابع عشر من سبتمبر 2025 حيث يتداول جرام الذهب من عيار 21 عند 4900 جنيه مع توقعات باستهدافه حاجز 5000 جنيه.
وعلى الصعيد العالمي أنهى المعدن الأصفر تداولات الأسبوع الماضي على ارتفاع للأسبوع الرابع على التوالي مسجلاً أعلى مستوى تاريخي له. ويعود هذا الصعود القوي إلى ترقب المستثمرين لقرار البنك الفيدرالي الأمريكي بشأن أسعار الفائدة المتوقع صدوره خلال الأسبوع المقبل والذي يميل نحو الخفض.
وفي السوق المصرية سجلت أسعار الذهب للأعيرة المختلفة مستويات ثابتة حيث بلغ سعر جرام الذهب عيار 24 نحو 5600 جنيه بينما استقر سعر جرام عيار 21 عند 4900 جنيه ووصل سعر جرام عيار 18 إلى 4200 جنيه أما سعر الجنيه الذهب فقد سجل 39200 جنيه.
ويستمد الذهب قوته من حالة عدم اليقين الاقتصادي في الولايات المتحدة فبالرغم من تسجيل بيانات أسعار المستهلكين التي تقيس التضخم لأكبر زيادة شهرية لها في سبعة أشهر خلال أغسطس تراجعت أسعار المنتجين. وقد دفع هذا التباين المستثمرين إلى التركيز بشكل أكبر على ضعف سوق العمل كمؤشر رئيسي لتوجهات الفيدرالي الأمريكي بدلاً من بيانات التضخم المتذبذبة.
إن اجتماع عوامل ضعف التوظيف وتقلب معدلات التضخم يزيد من الضغوط على الاحتياطي الفيدرالي لخفض أسعار الفائدة وهو ما يدعم أسعار الذهب على المدى الطويل نظراً لمخاطر التضخم المتزايدة. وتُظهر العقود الآجلة لصناديق الاحتياطي الفيدرالي أن الأسواق تسعر بالفعل تخفيضاً كاملاً بمقدار 25 نقطة أساس في اجتماع السابع عشر من سبتمبر مع تراجع الرهانات على خفض أكبر بواقع 50 نقطة أساس.
وتتزايد هذه الضغوط الاقتصادية في ظل توجهات سياسية إذ يدفع الرئيس دونالد ترامب بقوة نحو خفض أسعار الفائدة وتفيد التقارير بأنه يسعى للتأثير على قرارات البنك المركزي بما في ذلك محاولة إقالة عضوة البنك ليزا كوك. وتدعم هذه التوجهات عوامل جيوسياسية متوترة في منطقة الشرق الأوسط واستمرار الحرب الروسية الأوكرانية.
وتنعكس هذه الأجواء الإيجابية على تدفقات الاستثمار في الذهب حيث أظهرت بيانات حديثة أن صناديق الاستثمار المتداولة العالمية للذهب شهدت تدفقات إيجابية للشهر الثالث على التوالي خلال أغسطس بقيادة الصناديق الغربية. وقد جذبت صناديق الاستثمار العالمية المدعومة بالذهب أصولاً بقيمة 5.51 مليار دولار أمريكي في أغسطس ما دفع إجمالي الأصول المدارة إلى تسجيل قمة جديدة بنهاية الشهر.
وفي ظل هذه العوامل المواتية والتدفقات الاستثمارية القوية يتوقع الخبراء استمرار المسار الصاعد لأسعار الذهب لتصل إلى مستوى 3900 دولار للأونصة بحلول منتصف العام المقبل بينما حافظت أحجام تداول سوق الذهب على استقرارها العام بمتوسط يومي يبلغ 290 مليار دولار أمريكي.