سجلت أسعار الذهب عالميا ارتفاعا ملحوظا للأسبوع الرابع على التوالي لتصل إلى مستوى تاريخي جديد حيث يترقب المستثمرون بقوة قرار البنك الفيدرالي الأمريكي بشأن أسعار الفائدة الأسبوع المقبل وسط توقعات متزايدة ببدء دورة التيسير النقدي وخفض تكاليف الاقتراض.
يأتي صعود المعدن الأصفر الذي قارب 40% منذ بداية عام 2025 مدفوعا بالبيانات الاقتصادية الأمريكية الأخيرة التي أظهرت تباطؤا في زخم النمو الاقتصادي فقد كشفت الأرقام عن ارتفاع في طلبات إعانة البطالة وضعف في قطاع الوظائف غير الزراعية بعد مراجعة أدت لخفض 911 ألف وظيفة مقارنة بالعام الماضي.
وفي ظل هذه المعطيات يركز المستثمرون بشكل كبير على ضعف سوق العمل أكثر من بيانات التضخم المتضاربة فعلى الرغم من أن أسعار المستهلكين سجلت أكبر زيادة شهرية لها في سبعة أشهر خلال أغسطس تراجعت أسعار المنتجين مما دفع الأسواق إلى ترجيح كفة خفض الفائدة لمعالجة تباطؤ التوظيف.
وتعكس العقود الآجلة لصناديق الاحتياطي الفيدرالي حاليا تسعيرا كاملا لخفض يبلغ 25 نقطة أساس في اجتماع السابع عشر من سبتمبر مع تراجع الرهانات التي كانت تشير إلى خفض أكبر بمقدار 50 نقطة أساس ويتزامن هذا التوجه مع ضغوط سياسية من الرئيس دونالد ترامب الذي يدعو صراحة لخفض الفائدة ويسعى للتأثير على قرارات البنك المركزي.
محليا وفي سوق الصاغة المصري استقرت الأسعار عند مستويات مرتفعة خلال الإجازة الأسبوعية حيث يتداول الذهب فوق مستوى 3630 دولارا للأونصة عالميا ويستهدف سعر جرام الذهب من عيار 21 مستوى 5000 جنيه بعد أن سجل 4900 جنيه للجرام وبلغ سعر عيار 24 نحو 5600 جنيه للجرام بينما وصل سعر عيار 18 إلى 4200 جنيه للجرام وسجل الجنيه الذهب 39200 جنيه.
ويستفيد الذهب بشكل مباشر من خفض أسعار الفائدة الأمريكية لأن هذا الإجراء يقلل من تكلفة الفرصة البديلة لحيازة المعدن النفيس الذي لا يدر عائدا فتراجع العائد على السندات الحكومية وانخفاض قيمة الدولار يجعلان الذهب أكثر جاذبية للمستثمرين كمخزن آمن للقيمة.
وقد شهد سعر أونصة الذهب العالمية ارتفاعا أسبوعيا بنسبة 1.6% بعد أن افتتحت التداولات عند 3591 دولارا وأغلقت عند 3643 دولارا مسجلة أعلى مستوى تاريخي لها عند 3674 دولارا للأونصة خلال الأسبوع الماضي.
وتعززت هذه المكاسب بعوامل أخرى تشمل التوترات الجيوسياسية في الشرق الأوسط واستمرار الحرب الروسية الأوكرانية مما يزيد من الطلب على الملاذات الآمنة وفي ضوء هذه الظروف المواتية يتوقع محللون استمرار ارتفاع أسعار الذهب لتصل إلى 3900 دولار للأونصة بحلول منتصف العام القادم.
ويؤكد هذا الاتجاه الصعودي تزايد تدفقات الاستثمار في الذهب حيث أظهرت تقارير أن صناديق الاستثمار المتداولة العالمية المدعومة بالذهب شهدت تدفقات إيجابية للشهر الثالث على التوالي في أغسطس بقيادة الصناديق الغربية وقد اجتذبت هذه الصناديق 5.51 مليار دولار أمريكي خلال الشهر مما رفع إجمالي الأصول المدارة إلى ذروة جديدة مع استقرار أحجام تداول سوق الذهب اليومي عند متوسط 290 مليار دولار.
