
أكد مساعد وزير الخارجية لشؤون آسيا، السفير سميح جوهر حيات، أن العلاقات الكويتية – الصينية شهدت في السنوات الأخيرة تطوراً لافتاً على مختلف الصعد، بفضل الرؤية الحكيمة للقيادتين السياسيتين في البلدين.
وفي تصريحات أدلى بها للصحافيين على هامش حفل وداعي أقيم في السفارة الصينية بمناسبة انتهاء مهام السفير الصيني لدى البلاد، تشانغ جيانوي، بحضور رئيس المجلس الأعلى للقضاء رئيس محكمة التمييز، المستشار د. عادل بورسلي، ووزيرة المالية وزيرة الدولة للشؤون الاقتصادية والاستثمار، المهندسة نورة الفصام، ووكيل وزارة الدفاع الشيخ د. عبدالله المشعل، وحشد كبير من المسؤولين والدبلوماسيين والمواطنين ومن أبناء الجالية الصينية، قال حيات: «كانت فترة عمل السفير الصيني حافلة بالدبلوماسية الرفيعة والمهنية، وقد شهدت العلاقات الثنائية تطوراً استراتيجياً ملموساً سياسياً واقتصادياً وثقافياً»، وأصبحت الصين الشريك التجاري الأول للكويت.
وأشار حيات إلى أن زيارة سمو الأمير الشيخ مشعل الأحمد إلى الصين شكّلت نقطة تحوّل نوعية، إذ تم التوقيع خلالها على 7 اتفاقيات ضخمة بمشاريع تنموية كبرى «لم تشهدها الكويت من قبل»، مثمّناً الدور المهم الذي أداه السفير الصيني في متابعة تنفيذ مخرجات تلك الزيارة، وعلى رأسها مشروع ميناء مبارك الكبير، ومشروعا الشقايا للطاقة المتجددة، وغيرها من المشاريع في إطار رؤية «كويت جديدة 2035».
وفي لفتة طريفة، أشار حيات إلى التقدم الهائل في العلاقات الاقتصادية، قائلاً: «قبل 10 سنوات، لم يكن هناك أي سيارة صينية في الكويت، حيث كانت هناك 40 شركة للسيارات في الكويت لم يكن هناك فيها أي شركة صينية، وبعد 10 سنوات لدينا 70 ماركة للسيارات في الكويت 30 منها صينية».
ولفت إلى القرار الصيني الأخير بإعفاء المواطنين الكويتيين من تأشيرة الدخول بدءاً من الأول من هذا الشهر، واصفاً إياه بأنه «خطوة تعكس عمق الثقة المتبادلة وتعبّر عن التطور الملموس الذي تشهده العلاقات بين البلدين الصديقين».
وختم كلمته قائلاً: «السفير تشانغ كان صديقاً وزميلاً مخلصاً منذ أن كنت سفيراً في بكين، وقد قدّم الكثير، حتى أنني أقول: الله يعين السفير القادم، لأن السفير جانغ لم يترك شيئاً إلا فعله».
تشانغ: شكراً للكويت
من جهته، أعرب السفير الصيني لدى البلاد، تشانغ جيانوي، عن بالغ شكره للكويت وشعبها وقيادتها، وقال: «عشت 3 سنوات مليئة بالذكريات الجميلة في بلد لطالما شعرت فيه وكأنني في وطني الثاني»، مشيداً بحفاوة الاستقبال وكرم الضيافة اللذين لقيهما منذ وصوله في مايو 2022.
وأشاد السفير بالتقدم المُحرز في تنفيذ الاتفاقيات الثنائية، خصوصا تلك التي وُقعت خلال لقاءات سمو الأمير الشيخ مشعل الأحمد والرئيس الصيني شي جين بينغ، مشيراً إلى أن ميناء مبارك الكبير دخل مرحلة التصميم والإنشاء، ومتوقعاً أن «يسير العمل فيه بسلاسة بفضل التعاون الوثيق بين الجانبين».
وأضاف: «الصين حافظت على مكانتها كأكبر شريك تجاري للكويت لـ 10 سنوات متتالية، وشهدنا تنفيذ مشاريع في البنية التحتية والطاقة والتكنولوجيا، كما افتُتح أول مركز ثقافي صيني في الخليج هنا بالكويت، وشهدنا زخماً في التبادل الثقافي والأكاديمي».
وأكد أنه خلال هذه السنوات الثلاث، كوّن صداقات ثمينة مع العديد من الكويتيين، مستذكرًا موقفًا خاصًا في بداية عمله عندما رحّب به أحد الوزراء بقوله: «سعادة السفير، أهلاً بك في وطنك»، مشيرًا إلى أن حفاوة الاستقبال والاحترام الذي حظي به لن تُنسى.
وختم تشانغ كلمته برسالة وجدانية قال فيها: «الصديق الحقيقي لا يبتعد، حتى لو فرّقته المسافات… الكويت ستبقى دائماً في قلبي، وقلبي سيبقى في الكويت، وسأظل أدعم العلاقات الثنائية من أي موقع كنت فيه»، مؤكدًا أن صداقة الشعب الكويتي ستظل محفورة في قلبه، وأنه سيواصل دعم العلاقات الصينية – الكويتية من أي مكان يكون فيه».
ودعا إلى تقديم الدعم الكامل للسفير الجديد، من أجل تعزيز العلاقات الثنائية وفتح آفاق جديدة، متمنيًا للبلدين مزيدًا من الازدهار، وللشعبين دوام الصداقة والتقارب.