تشهد أسواق المعدن النفيس موجة صعود تاريخية دفعت أسعار الذهب عالميا إلى مستويات قياسية غير مسبوقة حيث تخطت الأونصة حاجز 3630 دولارا وتواصل زحفها نحو قمم جديدة وفي السوق المصرية انعكست هذه التحركات بقوة ليقترب سعر الذهب عيار 21 من مستوى 4900 جنيه للجرام مع توقعات بأن يصل إلى 5000 جنيه قريبا.
يعزو الخبراء هذه القفزات الكبيرة التي يحققها المعدن الأصفر إلى حالة من الترقب تسود أوساط المستثمرين العالميين بشأن السياسة النقدية للبنك الفيدرالي الأمريكي حيث تتزايد التكهنات بقرب اتخاذ قرار بخفض أسعار الفائدة وهو ما يعزز جاذبية الذهب بشكل كبير لأنه يقلل من تكلفة الفرصة البديلة لحيازته ويؤدي في الوقت نفسه إلى تراجع العائد على السندات الحكومية وإضعاف الدولار الأمريكي.
على صعيد الأداء الأسبوعي واصل الذهب رحلة صعوده للأسبوع الرابع على التوالي مسجلا مكاسب بلغت نسبتها 1.6% فقد افتتحت الأونصة تداولاتها عند مستوى 3591 دولارا ولامست ذروة تاريخية جديدة عند 3674 دولارا قبل أن تغلق تعاملات الأسبوع عند 3643 دولارا وبنظرة أوسع منذ بداية عام 2025 حقق المعدن النفيس ارتفاعا هائلا يقترب من 40% في واحدة من أقوى موجات الصعود التي شهدتها الأسواق.
وفي السوق المحلية المصرية سجلت أسعار الذهب ارتفاعات ملحوظة تماشيا مع السعر العالمي حيث بلغ سعر جرام الذهب من عيار 24 نحو 5600 جنيه بينما وصل سعر الجرام من عيار 21 الأكثر انتشارا إلى 4900 جنيه كما تم تداول جرام الذهب من عيار 18 عند 4200 جنيه وسجل سعر الجنيه الذهب 39200 جنيه.
إن العلاقة العكسية بين أسعار الفائدة والذهب هي المحرك الرئيسي للسوق حاليا فخفض الفائدة يجعل الأصول التي تدر عائدا مثل السندات أقل جاذبية مما يدفع المستثمرين للبحث عن ملاذات آمنة وعلى رأسها الذهب الذي لا يقدم عائدا لحائزيه ولكنه يحتفظ بقيمته في أوقات التقلبات الاقتصادية وتراجع قيمة العملات.
