
شددت مؤسسة القلب الألمانية بالتعاون مع الجمعية الألمانية لأمراض القلب على أهمية الكشوفات الدورية للكشف المبكر عن أمراض القلب خاصة للأفراد الذين تجاوزوا سن الخامسة والثلاثين. وتعد هذه الإجراءات الطبية حجر الزاوية في الوقاية من المضاعفات الخطيرة وتحديد عوامل الخطر قبل تفاقمها.
يأتي قياس ضغط الدم بانتظام في مقدمة الفحوصات الضرورية حيث يعتبر ارتفاعه أحد أبرز عوامل الخطر الشائعة التي يمكن التحكم بها. ويرتبط ارتفاع ضغط الدم بشكل مباشر بأمراض مثل قصور القلب والرجفان الأذيني وغالبا ما يتطور بصمت دون ملاحظة المريض لأعراض واضحة لفترات طويلة ما يستدعي مراقبته وضبطه علاجيا عند الحاجة.
كذلك يعد قياس مستويات الكوليسترول في الدم خطوة حيوية إذ إن ارتفاع نسبة الكوليسترول منخفض الكثافة LDL يمثل العامل الأخطر وراء الإصابة بتصلب الشرايين. وهذا بدوره يمهد الطريق لحدوث النوبات القلبية. ويوصي الخبراء أيضا بإجراء قياس لمستوى دهون Lp(a) في الدم ولو لمرة واحدة على الأقل طوال الحياة لتقييم المخاطر بشكل أدق.
يرتبط فحص مستوى السكر التراكمي في الدم المعروف باسم الهيموجلوبين السكري HbA1c ارتباطا وثيقا بصحة القلب. فارتفاع قيمته قد يكون مؤشرا على وجود مرحلة ما قبل السكري أو الإصابة الفعلية بالمرض وكلاهما يعتبر علامة تحذيرية تزيد من خطر التعرض لأمراض القلب والأوعية الدموية وتتيح القياسات الدورية اتخاذ الإجراءات الوقائية في وقتها المناسب.
لا تقتصر الفحوصات على تحاليل الدم بل تشمل فحص إيقاع القلب عبر تخطيط كهربية القلب. هذا الإجراء قادر على كشف اضطرابات نظم القلب ومن أبرزها الرجفان الأذيني. ويشير الخبراء إلى أن التشخيص المبكر لهذه الحالة وعلاجها يساهم في خفض خطر الإصابة بالسكتات الدماغية بنسبة قد تصل إلى سبعين بالمئة.
تكتمل الصورة الصحية بفحص وظائف الكلى حيث تترافق أمراض الكلى غالبا مع مشكلات قلبية. ويمكن لتحاليل الدم والبول المخبرية أن توفر مؤشرات مبكرة عن أي خلل في وظائف الكلى ما يسمح ببدء العلاج الموجه الذي يحمي القلب والكلى معا.
بالانتقال إلى الجانب الوقائي تشكل مراقبة الوزن عنصرا أساسيا. فالأنسجة الدهنية المتراكمة في منطقة البطن أو المحيطة بالقلب تزيد من حالة الالتهاب في الجسم. ولتقييم المخاطر المرتبطة بالوزن ينبغي قياس محيط الخصر أو حساب مؤشر كتلة الجسم BMI واتخاذ خطوات جادة لمواجهة الزيادة من خلال نظام غذائي صحي ومتوازن وممارسة منتظمة للرياضة والنشاط البدني.
يأتي الإقلاع عن التدخين كأولوية قصوى للوقاية من أمراض القلب. وتظهر بيانات منظمة الصحة العالمية أن التدخين مسؤول عن وفاة واحدة تقريبا من كل خمس وفيات ناجمة عن أمراض القلب والأوعية الدموية على مستوى العالم الأمر الذي يجعل التوقف عنه ضرورة لا غنى عنها للحفاظ على صحة القلب.