مباراة فرنسا وإسبانيا.. قمة أوروبية في نصف نهائي دوري الأمم الأوروبية 2025

مباراة فرنسا وإسبانيا.. قمة أوروبية في نصف نهائي دوري الأمم الأوروبية 2025

تتجه أنظار عشاق الكرة الأوروبية إلى مدينة شتوتغارت الألمانية مساء الخميس، حيث يصطدم المنتخبان الإسباني والفرنسي في مواجهة نارية ضمن نصف نهائي دوري الأمم الأوروبية 2025، في لقاء يُعيد للواجهة صراعًا كرويًا اتسم بالندية والندية خلال السنوات الأخيرة، خصوصًا بعد اللقاءات المتكررة بين الطرفين في البطولات الكبرى.

إسبانيا تدخل اللقاء مدفوعة بسجل مثالي خلال العامين الأخيرين، بعد تتويجها بلقب دوري الأمم في 2023 وكأس أوروبا في 2024، ويأمل المدرب لويس دي لا فوينتي أن يواصل بناء مشروعه القائم على جيل شاب متوهج، يقوده لامين يامال الذي خطف الأنظار بأدائه المبهر في “يورو” الأخيرة، بينما يمثل اللقاء فرصة لتثبيت مكانة هذا الجيل على خريطة البطولات الكبرى.

في المقابل، يتطلع المنتخب الفرنسي إلى استعادة مكانته القارية بعد خيبة مونديال قطر، حيث يسعى ديدييه ديشامب إلى تعويض غياب أبرز عناصر خط الدفاع نتيجة الإصابات، معوّلًا في الوقت ذاته على الحالة الفنية المرتفعة لعدد من لاعبيه العائدين من نهائي دوري أبطال أوروبا، وعلى رأسهم عثمان ديمبيلي ووارين زائير-إيمري، اللذَين يشكلان ركيزة أساسية في خططه.

المسار إلى نصف النهائي لم يكن سهلًا لكلا المنتخبين، إذ احتاجت إسبانيا إلى ركلات الترجيح لتجاوز هولندا بعد تعادلين مثيرين، فيما أنجزت فرنسا المهمة أمام كرواتيا بصعوبة مشابهة، وهو ما أضاف طابعًا دراميًا لطريق كل منهما نحو هذه المواجهة، التي لا تقتصر على صراع تكتيكي بل تمتد إلى رغبة الطرفين في فرض تفوق نفسي قبل البطولات القادمة.

لويس دي لا فوينتي يستفيد من اتساع قاعدة الاختيارات، خصوصًا مع تعافي فابيان رويز وعودة إيسكو، الذي عاد للمنتخب بعد غياب امتد لستة أعوام، ويبدو أن مدرب إسبانيا يفاضل بين عدة أسماء في مركز قلب الدفاع، وسط تساؤلات حول إمكانية إشراك سامو أمورديون في الخط الأمامي، بينما يبقى غياب رودري أبرز ما يؤرق خياراته في وسط الملعب.

على الجانب الآخر، تفرض الإصابات ضغوطًا كبيرة على ديدييه ديشامب، الذي يفتقد عددًا من ركائزه الدفاعية، في وقت تبدو فيه المرونة التكتيكية سلاحه الأبرز، خصوصًا أن التحدي الأكبر أمامه يتمثل في احتواء خطورة الجناح الإسباني لامين يامال، الذي وصفه ديشامب بأنه “لا يمكن إيقافه في حالته الطبيعية”، مؤكدًا في الوقت نفسه أن فريقه لن يدخل اللقاء مستسلمًا مهما بلغت صعوبة المهمة.

تحمل المواجهة بعدًا شخصيًا لروبين لو نورمان، الذي قرر تمثيل إسبانيا بدلًا من فرنسا بعد تجاهله من قبل ديشامب، ويستعد للعب أول مباراة ضد موطنه الأصلي، مؤكدًا في تصريحات سابقة أن قراره كان رياضيًا بحتًا، دون أي دوافع عاطفية، كما أشار إلى جاهزيته الكاملة بعد تعافيه من إصابة في الرأس أبعدته لعدة أشهر عن الملاعب.

الصراع المنتظر يعكس توازنًا تاريخيًا بين المنتخبين، إذ تفوقت إسبانيا بفارق بسيط في عدد الانتصارات عبر 37 مواجهة رسمية جمعت الطرفين، بينما سجل الطرفان محطات لا تُنسى في مسار كل منهما نحو الألقاب القارية والدولية، من نهائي يورو 1984 إلى نهائي دوري الأمم 2021، وصولًا إلى نصف نهائي يورو 2024 الذي حسمته إسبانيا بريمونتادا مثيرة.

المنتصر في مواجهة شتوتغارت سيحجز مكانه في نهائي ميونخ المقرر يوم الأحد، حيث يلاقي منتخب البرتغال، في وقت يتجه فيه الخاسر لخوض لقاء تحديد المركز الثالث مع منتخب ألمانيا، لتبقى المواجهة محطة فاصلة لكل من يسعى لتأكيد حضوره ضمن كبار القارة، وإثبات استحقاقه لزعامة قارية جديدة في بطولة وُلدت لتكون بديلًا جديًا للمباريات الودية، لكنها أثبتت مع الوقت أنها أكثر من ذلك بكثير.