فرض المنتخب الأردني هيمنته المطلقة على مجريات اللقاء أمام مضيفه العماني، وانتزع فوزًا عريضًا بثلاثة أهداف دون رد، في مواجهة أقيمت على ملعب مجمع السلطان قابوس الرياضي، ضمن الجولة التاسعة من التصفيات الآسيوية المؤهلة إلى كأس العالم 2026، لحساب المجموعة الثانية التي تضم إلى جانبهما منتخبات كوريا الجنوبية، العراق، الكويت، وفلسطين.
افتتح علي علوان التسجيل في الوقت بدل الضائع من الشوط الأول، بعد أن نجح في ترجمة ركلة جزاء حصل عليها أبو طه إثر تدخل خشن من البريكي، ومنح التقدم للنشامى قبل الذهاب إلى الاستراحة، رغم تفوق المنتخب العماني في نسبة الاستحواذ التي بلغت 54%.
ومع انطلاق الشوط الثاني، دخل منتخب الأردن بعزيمة واضحة لحسم المواجهة، حيث أضاف علوان الهدف الثاني في الدقيقة الخمسين بعد تمريرة أنيقة من يزن النعيمات، نُفذت ببراعة من ثلاث لمسات متقنة كلها بخارج القدم، لتضاعف النتيجة وتزيد من ارتباك أصحاب الأرض.
واصل علوان تألقه، وتمكن من تسجيل هدفه الثالث في الدقيقة 64 بعد تمريرة حاسمة من موسى التعمري، مهاجم رين الفرنسي، ليكمل ثلاثيته الشخصية “هاتريك” ويقضي على آمال العمانيين في العودة إلى أجواء اللقاء، وسط انهيار بدني واضح ولافت في صفوف أصحاب الأرض، الذين عجزوا عن مجاراة النسق العالي الذي فرضه الضيوف.
حاول العمانيون تقليص الفارق عبر محاولات متفرقة أبرزها تسديدة من أرشد العلوي مرت بمحاذاة القائم، ورأسية للصبحي تصدى لها ببراعة الحارس الأردني يزيد أبو ليلى، لكن كل الجهود اصطدمت بتنظيم دفاعي محكم من كتيبة المدرب عدنان حمد.
المدرجات شهدت لحظة توقف قصيرة بعد اقتحام أحد المشجعين لأرضية الملعب، قبل أن تستأنف المباراة دون تأثير على النتيجة، وسط حضور لافت من الجماهير الأردنية، التي لم تُخفِ فرحتها بإنجاز علوان، والتي ترددت أصداؤها حتى في ملامح ولي العهد الأردني الذي تابع اللقاء من المدرجات.
بهذا الانتصار، رفع منتخب الأردن رصيده إلى 16 نقطة متساويًا مع كوريا الجنوبية، لكنه يتفوق بفارق الأهداف، في حين تجمد رصيد عمان عند 10 نقاط، مما يقلص فرصه في المنافسة على التأهل المباشر، خاصة إذا ما خسر العراق مواجهته المقبلة أمام كوريا.
الدقائق الأخيرة شهدت خروج علوان وسط تصفيق حار من الجماهير، ليحل محله أبو زريق، في وقت بدا فيه أن النشامى اكتفوا بالثلاثية واختاروا تأمين مناطقهم تفاديًا لأي مفاجآت متأخرة.
بهذه النتيجة، يخطو منتخب الأردن خطوة عملاقة نحو التأهل إلى مونديال 2026، معززًا طموحاته بمشاركة تاريخية جديدة، بينما يجد المنتخب العماني نفسه أمام حسابات معقدة في الجولتين المتبقيتين من التصفيات.
