
شهدت أسعار الذهب استقراراً ملحوظاً في بداية تعاملات الأسبوع يوم الاثنين 15 سبتمبر 2025 وذلك في الأسواق المحلية والعالمية على حد سواء حيث ظلت الأسعار تحوم عند مستويات مرتفعة متأثرة بتوقعات قوية في الأسواق بشأن السياسة النقدية الأمريكية وهو ما أبقى الأونصة العالمية فوق مستوى 3630 دولاراً.
وعلى الصعيد العالمي حقق المعدن الأصفر مكاسب قوية على مدار الأسابيع الأربعة الماضية مسجلاً ارتفاعاً قاربت نسبته 40% منذ بداية العام 2025. وخلال الأسبوع الماضي وحده ارتفع سعر الأونصة بنسبة 1.6% ليحقق مستوى تاريخياً جديداً عند 3674 دولاراً قبل أن يغلق تداولات الأسبوع عند مستوى 3643 دولاراً بعد أن كان قد افتتحها عند 3591 دولاراً.
ويعود السبب الرئيسي وراء هذا الصعود القوي إلى تزايد رهانات المستثمرين على أن البنك الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي سيتجه نحو تخفيض أسعار الفائدة في اجتماعه المرتقب يوم 17 سبتمبر. وتدعم هذه التوقعات بيانات اقتصادية أمريكية أظهرت تباطؤاً في زخم الاقتصاد حيث ارتفعت طلبات إعانة البطالة وتراجعت بيانات الوظائف غير الزراعية بعد مراجعتها وتخفيضها بنحو 911 ألف وظيفة مقارنة بالعام الماضي.
ورغم ظهور بيانات أظهرت أن أسعار المستهلكين سجلت أكبر ارتفاع شهري لها منذ سبعة أشهر خلال أغسطس إلا أن المستثمرين قرروا التركيز على ضعف سوق العمل باعتباره المؤثر الأكبر على قرارات الفيدرالي المقبلة متجاهلين إلى حد ما بيانات التضخم خاصة مع تراجع أسعار المنتجين.
ويستفيد الذهب بشكل مباشر من قرارات خفض الفائدة الأمريكية لأنها تقلل من تكلفة الفرصة البديلة لحيازة المعدن النفيس الذي لا يدر عائداً كما أن تراجع الفائدة يضعف الدولار الأمريكي والعائد على السندات الحكومية مما يزيد من جاذبية الذهب كملاذ آمن.
وتعزز هذا الاتجاه الصعودي من خلال زيادة الطلب الاستثماري وهو ما أكدته بيانات حديثة صادرة عن مجلس الذهب العالمي والتي أوضحت أن صناديق الاستثمار المتداولة المدعومة بالذهب شهدت تدفقات نقدية للشهر الثالث على التوالي خلال أغسطس بقيادة الصناديق الغربية. وقد جذبت هذه الصناديق ما قيمته 5.51 مليار دولار أمريكي في أغسطس مما دفع أصولها المدارة إلى تسجيل ذروة جديدة مع استقرار أحجام التداول اليومية في سوق الذهب عند متوسط 290 مليار دولار.
وتساهم عوامل أخرى في دعم أسعار المعدن الأصفر منها التوترات الجيوسياسية في منطقة الشرق الأوسط واستمرار الحرب الروسية الأوكرانية إلى جانب الضغوط السياسية التي يمارسها الرئيس دونالد ترامب على البنك الفيدرالي لدفعه نحو خفض الفائدة. وفي ظل هذه الظروف المواتية تشير بعض التحليلات الفنية إلى أن أسعار الذهب قد تواصل ارتفاعها لتصل إلى 3900 دولار للأونصة بحلول منتصف العام المقبل.
أما على المستوى المحلي في مصر فقد استقرت أسعار الذهب عند مستويات مرتفعة حيث يتداول سعر جرام الذهب من عيار 21 حول 4900 جنيه مع استهداف مستوى 5000 جنيه في حال استمرار الصعود العالمي. وسجلت أسعار الأعيرة المختلفة في بداية التعاملات كالتالي: بلغ سعر جرام الذهب عيار 24 نحو 5600 جنيه بينما وصل سعر جرام الذهب عيار 18 إلى 4200 جنيه وسجل سعر الجنيه الذهب 39200 جنيه.