في ظل التحديات التي يفرضها مرض الزهايمر الذي يؤثر على ملايين الأشخاص حول العالم مسببا تدهورا تدريجيا في الذاكرة والقدرات الإدراكية تتجه الأنظار نحو حلول وقائية بسيطة. وتشير أبحاث حديثة إلى أن اعتماد الشاي الأخضر كجزء من النظام اليومي قد يوفر حماية للدماغ ويقلل من خطر الإصابة بهذا المرض بفضل محتواه الغني بالمركبات المعززة للصحة.
يكمن السر وراء هذه الفائدة المحتملة في احتواء الشاي الأخضر على مركبات قوية معززة لصحة الدماغ وأبرزها مضاد الأكسدة المعروف باسم EGCG. يعمل هذا المركب على حماية الخلايا العصبية من التلف الناتج عن الجذور الحرة وهي جزيئات ضارة تساهم في الإجهاد التأكسدي كما أنه يساعد في التحكم بالمعادن مثل الحديد والنحاس التي قد تزيد من هذا الضرر عند تراكمها.
وإلى جانب مركب EGCG يحتوي الشاي الأخضر أيضا على النيكوتيناميد وهو أحد أشكال فيتامين B3 الذي يلعب دورا في تجديد خلايا المخ المتقدمة في السن والمساعدة في إزالة تراكمات البروتين الضارة المرتبطة بالزهايمر. وقد أظهرت دراسة حديثة أن فعالية EGCG تتضاعف عند اجتماعه مع النيكوتيناميد حيث يعملان معا على استعادة طاقة الدماغ وتعزيز قدرة الخلايا على التخلص من بروتين بيتا أميلويد المرتبط بشكل وثيق بتطور المرض.
يعد مرض الزهايمر أحد أكثر أنواع الخرف شيوعا ويمثل تحديا صحيا عالميا حيث يعاني منه أكثر من 50 مليون شخص. ولا يقتصر تأثيره على تدمير الذاكرة والقدرة على التفكير بشكل تدريجي بل يمتد ليغير سلوك الشخصية المصابة وطبيعتها العامة مما يجعله من الاضطرابات الإدراكية المثيرة للقلق.
لا تقتصر فوائد الشاي الأخضر على دعم صحة الدماغ فهناك مزايا أخرى عديدة. فقد ربطت دراسات عدة بين تناوله بانتظام وفقدان الوزن حيث لوحظ أن شرب أكثر من أربعة أكواب يوميا يقلل من احتمالية السمنة في منطقة البطن بنسبة تتجاوز 40 بالمئة خاصة لدى النساء. كما يساعد الشاي الأخضر في تنظيم مستويات السكر بالدم وأظهرت دراسة انخفاضا بنسبة 10 بالمئة في احتمالية الوفاة بمرض السكري من النوع الثاني لمن يتناولونه يوميا. وعلى الرغم من أن الأدلة لا تزال قيد البحث فقد أشارت بعض الدراسات إلى ارتباطه بانخفاض خطر الإصابة بأنواع معينة من السرطان مثل سرطان الرئة والمبيض.
يوصي الخبراء بأن شرب كوبين إلى ثلاثة أكواب من الشاي الأخضر يوميا قد يكون كافيا لجني فوائده الصحية. ومن المهم التأكد من أن الشاي يحتوي على كمية قليلة من الكافيين أو أن يكون منزوع الكافيين لتحقيق أقصى استفادة ممكنة خاصة فيما يتعلق بدعم صحة الدماغ.
