الأسواق الأوروبية تنتعش رغم ضغوط الرسوم الجمركية.. وقطاع السيارات يتراجع 1.8%


السبت 07 يونية 2025 | 06:45 مساءً

البورصة الأوروبية - أرشيفية

البورصة الأوروبية – أرشيفية

الأسهم الأوروبية تختتم أسبوعها الثاني على التوالي بمكاسب مدفوعة بتفاؤل الأسواق الأمريكية وإشارات تهدئة تجارية

أنهت الأسواق الأوروبية تداولات الأسبوع على ارتفاع جماعي للأسبوع الثاني على التوالي، في ظل حالة من التفاؤل سادت أوساط المستثمرين، مدفوعة بعدة عوامل دولية إيجابية، أبرزها تحسن مؤشرات سوق العمل الأمريكي، وظهور بوادر تهدئة في النزاع التجاري القائم بين الولايات المتحدة والصين.

وسجل مؤشر ستوكس 600 الأوروبي مكاسب بنسبة 0.3% في جلسة الجمعة، لينهي الأسبوع بمحصلة إيجابية بلغت 0.6%، وهي مؤشرات تعكس تحسنًا في ثقة المستثمرين الأوروبيين رغم استمرار بعض التحديات الجيوسياسية والاقتصادية.

بيانات أمريكية أفضل من التوقعات

وكان من أبرز المحركات الإيجابية للأسواق الأوروبية هذا الأسبوع، صدور بيانات الوظائف الأمريكية التي جاءت أقوى من التوقعات، ما ساهم في طمأنة المستثمرين بشأن متانة الاقتصاد الأمريكي، رغم التوترات التجارية والضغوط التضخمية.

وفي تعليقها على هذه البيانات، قالت إيبك أوزكار ديسكايا، كبيرة محللي الأسواق في بنك “سويسكوت”، إن، :“البيانات دعمت الرؤية بأن سوق العمل والاقتصاد الأمريكي يتعافيان بوتيرة تفوق التوقعات، رغم صدمات السياسات الحمائية.”

وأضافت أن هذه المؤشرات الإيجابية قلّلت من المخاوف بشأن تباطؤ اقتصادي محتمل قد ينجم عن تداعيات الحروب التجارية أو رفع أسعار الفائدة.

 اتصالات رئاسية تعيد الأمل بتهدئة تجارية

وفي جانب آخر ساهم في دعم الأسواق، تلقّى المستثمرون إشارات إيجابية بشأن تهدئة العلاقات التجارية بين واشنطن وبكين، بعد أنباء عن مكالمة هاتفية مباشرة جمعت الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ونظيره الصيني شي جين بينغ.

وقد أثار هذا الاتصال آمالًا بعودة الحوار بين أكبر اقتصادين في العالم إلى مساره، ما أضفى مزيدًا من الارتياح في الأسواق، التي كانت ترزح تحت وطأة أشهر من التصعيد المتبادل وفرض الرسوم الجمركية.

ضغوط قطاعية بسبب الرسوم الجمركية

ورغم المكاسب المسجلة، لم تكن الأسواق بمنأى عن الضغوط، حيث دخلت الرسوم الجمركية المشددة على واردات الصلب والألمنيوم حيز التنفيذ في الولايات المتحدة، ما ألقى بظلاله على بعض القطاعات الأوروبية، لا سيما الصناعات الثقيلة والتصنيع.

وكان قطاع السيارات الأوروبي الأكثر تضررًا خلال الأسبوع، مسجلًا تراجعًا بنسبة 1.8%، وسط مخاوف من أن تؤدي السياسات الحمائية الأمريكية إلى تراجع تنافسية الصادرات الأوروبية، وتعقيد سلاسل الإمداد في قطاع يُعد من أعمدة الاقتصاد الصناعي في دول مثل ألمانيا وفرنسا.

بين التفاؤل والحذر

ورغم موجة التفاؤل التي انعكست في المؤشرات، يظل الحذر حاضرًا في الأسواق، خاصة مع استمرار بعض الملفات الساخنة، مثل تطورات السياسة النقدية في أوروبا والولايات المتحدة، ومفاوضات التجارة العالمية، إلى جانب تداعيات السياسات الضريبية والجمركية الأمريكية.

ويترقب المستثمرون خلال الأسبوع المقبل مجموعة من البيانات الاقتصادية، ومواقف البنوك المركزية الكبرى، التي من شأنها أن تحدد الاتجاهات المستقبلية للأسواق المالية الأوروبية والعالمية.