هل تصبح مصر بوابة أمريكا التجارية نحو إفريقيا؟.. شوف التفاصيل

هل تصبح مصر بوابة أمريكا التجارية نحو إفريقيا؟.. شوف التفاصيل

يا ترى عمرك فكرت، إزاي بلد زي مصر ممكن تبقى البوابة اللي أمريكا تدخل منها على السوق الإفريقي؟مش هزار، ده موضوع كبير وتطوراته بتحصل دلوقتي واحنا بنتكلم. بصراحة، الموضوع بدأ لما أمريكا قررت تغير شوية في خريطتها الاقتصادية، وبدأت تفرض تعريفات جمركية على دول كتير، وتدور على حلفاء تجاريين جداد، وهنا بقى مصر دخلت في الصورة.وطبعا كلنا عارفين، إن مصر مش بس بلد كبيرة في إفريقيا، لأ، دي تاني أكبر اقتصاد في القارة كلها، وعندها موقع جغرافي استراتيجي يخليها “محطة ترانزيت” لأي تجارة رايحة إفريقيا أو جاية منها.وفي 2024، حجم التبادل التجاري بين مصر وأمريكا وصل ل 9.8 مليار دولار، وكمان فيه 1800 شركة أمريكية شغالة في مصر باستثمارات قربت من 47 مليار دولار، وده رقم كبير.عندك كمان، صادرات الملابس الجاهزة بس من مصر لأمريكا وصلت ل1.2 مليار دولار السنة دي، يعني احنا مش بنشتغل معاهم كده وخلاص، لأ ده في تعاون حقيقي وفعال.بس أمريكا ما بتسهلش كده على طول الخط، وفرضت شروط معقدة على منتجات معينة، زي مثلا الألبان، لازم تبقى معاها شهادة “حلال” من جهة واحدة بس، وده ده صعب الأمور على المصدرين المصريين.وهنا، مصر خدت خطوة ذكية، شالت شرط “الحلال” على منتجات الألبان الأمريكية، وسمحت للسيارات الأمريكية تدخل السوق المصري من غير جمارك تقيلة.طب ده ليه؟بص يا سيدي؟ علشان تفتح الطريق لاتفاق تجارة حرة مع أمريكا في المستقبل، يعني خطوة تاخدنا للتكامل الاقتصاد الكبير، ومش بس علشان نشتري أكتر، لأ علشان نصدر كمان ونقوي اقتصادنا.وطبعا، لما المنتجات الأمريكية تبقى أرخص شوية في مصر، وده هيخلي المنافسين يقللوا أسعارهم علشان ما يخسروش السوق، يعني المستهلك المصري هو اللي هيكسب في الآخر.أما بقى لو جينا لقطاع المنسوجات، فهنا بنتكلم عن كنز، يعني مصر بتصدر منه 4 مليار دولار بس، وربعهم رايح أمريكا عن طريق اتفاقية الكويز.كمان، احنا نقدر نوصل بصادرات المنسوجات لـ15 أو حتى 20 مليار دولار خلال 5 سنين، بس بشرط نلعبها صح، ونستغل اللي بيحصل في السوق العالمي.عندك برضو، أمريكا دلوقتي مش مهتمة بالملابس والمنسوجات أوي،  هم مركزين أكتر على الذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا المتقدمة، وده معناه إن الصناعات التقليدية ممكن تلاقي مكان في مصر بدل الصين.ومش بس منسوجات، ده عندك كمان الطاقة، البتروكيماويات، الهيدروجين الأخضر، لأن كل دي مجالات فيها فرص شراكة مع أمريكا، زي “شيفرون” و”إكسون موبيل” اللي شغالة هنا بالفعل.وفي الوقت اللي أمريكا بتبعد عن الصين، بتدور على حلفاء موثوق فيهم، يعني مصر بتعتبر مكان آمن للاستثمارات الأمريكية، وده من غير ما يتقال إن أمريكا بتضحي بالتصنيع المحلي.. توازن ذكي بمعنى الكلمة.والخلاصة، هي إن مصر واقفة على مفترق طرق اقتصادي كبير، فلو اتحركنا صح، ممكن نتحول فعلا لبوابة أمريكا التجارية نحو إفريقيا، وساعتها الاقتصاد المصري هينطلق في مرحلة جديدة من الشراكة والنمو.