تكتسب الأختام التاريخية أهمية بالغة في عالم الوثائق والمخطوطات كونها تعد الأداة الحاسمة للتحقق من مصداقية المستندات الرسمية وإثبات صحتها عبر العصور المختلفة فهي لا تمثل مجرد علامة شكلية بل شهادة زمنية صامتة ودليل مادي قاطع على صدق المحتوى وجهة إصداره.
وأكدت جهات متخصصة في التوثيق التاريخي أن دراسة الأختام تتجاوز كونها مجرد عملية فحص لتكشف عن رؤى أعمق حول طبيعة الأنظمة الإدارية وهياكل السلطة التي سادت في فترات زمنية معينة كما أن تحليلها يتيح للباحثين تتبع تطور الخطاب الرسمي والتحولات الثقافية والسياسية التي تنعكس في تصميمها ونقوشها.
يساهم فحص الختم الواحد في الكشف عن حزمة من المعلومات الحيوية فهو يحدد درجة رسمية الوثيقة ويساعد الخبراء على تمييز الأصلي من المزور كما يكشف عن هوية صاحب الختم سواء كان حاكما أو مسؤولا إداريا ويحدد منصبه بدقة وفي أحيان كثيرة يوفر الختم قرائن مهمة لتحديد تاريخ ومكان إصدار الوثيقة.
ويحظى تحليل وفهرسة الأختام التاريخية باهتمام بالغ في الأوساط البحثية حيث ينظر إليها باعتبارها مفاتيح أساسية لفك شفرات الماضي ووضع الوثائق في سياقاتها الإدارية والثقافية والزمنية الصحيحة مما يمنح قراءة أكثر شمولية وعمقا للأحداث التاريخية المسجلة.
