
قد يغفل الكثير من الرجال عن أعراض صحية تبدو بسيطة مثل الإرهاق المستمر أو الشعور بالنهجان عند بذل مجهود بسيط معتبرين إياها مجرد مؤشرات للتعب اليومي لكنها قد تكون في الحقيقة إنذارات خطيرة يطلقها الجسم للإشارة إلى ارتفاع مستويات الكوليسترول وهي مشكلة صحية واسعة الانتشار تهدد الصحة العامة وقد تؤثر سلبا على العلاقة الزوجية.
يعد ارتفاع الكوليسترول من المشكلات الصحية التي تتطور في صمت دون أعراض واضحة في مراحلها الأولى مثل الحمى أو الألم مما يجعل الكثيرين يتجاهلون خطورته ومع ذلك فإن هناك علامات تحذيرية يرسلها الجسد يجب الانتباه إليها فالمستويات المرتفعة من هذه المادة الدهنية تؤدي إلى تراكمها على جدران الشرايين مسببة حالة تعرف بتصلب الشرايين وهذا التضيق يعيق تدفق الدم إلى الأعضاء الحيوية مثل القلب والدماغ مما يرفع خطر الإصابة بأزمات قلبية وسكتات دماغية.
من أبرز الآثار التي قد لا يربطها البعض مباشرة بالكوليسترول هي ضعف الانتصاب لدى الرجال حيث أن انسداد الشرايين يقلل من تدفق الدم الضروري إلى الأعضاء التناسلية مما يؤدي إلى صعوبات قد تؤثر على الحياة الجنسية بشكل ملحوظ وهذه العلامة بالتحديد تعتبر مؤشرا مبكرا مهما على وجود مشكلة في الأوعية الدموية تستدعي الفحص الفوري.
بالإضافة إلى ذلك هناك مؤشرات أخرى لا يجب إهمالها فالشعور بألم أو ثقل غير مبرر في منطقة الصدر خاصة بعد القيام بنشاط بدني قد يكون دليلا على ضيق الشرايين المغذية للقلب وهي حالة تعرف بالذبحة الصدرية كما أن الإرهاق المزمن والتعب الشديد حتى بعد الحصول على قسط كاف من الراحة يمكن أن يكون سببه عدم وصول كمية كافية من الدم المحمل بالأكسجين إلى عضلات الجسم وأعضائه.
يمتد تأثير ضعف الدورة الدموية إلى أجزاء أخرى من الجسم فقد يعاني الشخص من برودة أو تنميل مستمر في اليدين والقدمين نتيجة لعدم وصول الدم بشكل كاف إلى الأطراف وفي بعض الحالات قد تصل ترسبات الكوليسترول إلى الأوعية الدموية الدقيقة في العينين مما يسبب تشوشا في الرؤية أو ظهور بقع صفراء حول الجفون تعرف بالزانثوما كما أن الدوخة المتكررة وضيق التنفس عند صعود السلالم قد يكونان نتيجة لضعف وصول الدم إلى الدماغ والقلب.
يوضح المختصون أن الكوليسترول مادة دهنية شمعية ينتجها الكبد بشكل طبيعي وهي ضرورية لبناء الخلايا السليمة وإنتاج فيتامينات وهرمونات معينة لكن المشكلة تبدأ حين ترتفع نسبته في الدم بسبب عوامل وراثية أو نتيجة تناول أطعمة غنية بالدهون المشبعة.
للوقاية من مخاطر ارتفاع الكوليسترول يوصي الأطباء بإجراء فحوصات دورية بدءا من عمر العشرين خاصة لمن لديهم عوامل خطورة مثل السمنة والتدخين أو وجود تاريخ عائلي لأمراض القلب والسكري وارتفاع ضغط الدم وتعتبر التغييرات في نمط الحياة هي خط الدفاع الأول إذ يجب تقليل تناول الدهون المشبعة الموجودة في اللحوم الحمراء والأطعمة المقلية والوجبات السريعة مع زيادة تناول الألياف من الخضراوات والفواكه والأسماك الدهنية الغنية بأحماض أوميغا 3 المفيدة للقلب.
كذلك يلعب النشاط البدني دورا محوريا في إدارة مستويات الكوليسترول فممارسة رياضة المشي لمدة نصف ساعة يوميا تساعد على رفع مستوى الكوليسترول الجيد وخفض مستوى الكوليسترول الضار ويعتبر الإقلاع عن التدخين والكحول خطوة حاسمة لأن كلاهما يسرع من عملية تصلب الشرايين وفي بعض الحالات قد يلجأ الطبيب إلى وصف أدوية للمساعدة في السيطرة على مستويات الكوليسترول ومنع مضاعفاته الخطيرة.