
وسط أمواج قناة السويس، التي تحمل في طياتها تاريخًا من الربط بين الشرق والغرب، تكتب مصر فصلًا جديدًا من التنمية والازدهار، حيث أن المنطقة الاقتصادية لقناة السويس، بموقعها الاستراتيجي وبنيتها التحتية المتطورة، أصبحت وجهة عالمية للاستثمارات، ومركزًا لتحقيق طموحات رؤية مصر 2030.وفي خطوة تعكس هذا الطموح، كشف اللواء طيار أركان حرب أكرم جلال، محافظ الإسماعيلية، عن 11 مشروعًا استثماريًا بإجمالي استثمارات تصل إلى 600 مليون دولار، ليؤكد أن المنطقة ليست مجرد ممر مائي، بل منصة اقتصادية نابضة بالحياة.وفي هذا التقرير، من بانكير، نستعرض المشروعات بالمنطقة الاقتصادية لقناة السويس.وخلال فعاليات افتتاح المشروعات الجديدة، أعلن اللواء أكرم جلال، محافظ الإسماعيلية، عن إطلاق 11 مشروعًا استثماريًا في المنطقة الاقتصادية لقناة السويس، باستثمارات إجمالية تبلغ 600 مليون دولار.وبحضور وليد جمال الدين، رئيس الهيئة العامة للمنطقة الاقتصادية، أكد المحافظ أن هذه المشروعات ستوفر أكثر من 31 ألف فرصة عمل مباشرة وغير مباشرة، مما يعزز التنمية الاقتصادية في محافظات القناة ويدعم الاقتصاد الوطني.تنوع المشروعات وأثرها الاقتصاديوأوضح المحافظ أن المشروعات الجديدة تغطي قطاعات متنوعة تشمل المنسوجات، الصناعات الهندسية، مواد البناء، والخدمات اللوجستية، مع التركيز على الصناعات كثيفة العمالة والموجهة للتصدير.ومن أبرز هذه المشروعات، مشروع شركة “دي سيتا” الصينية لصناعة الإكسسوارات والملابس الجاهزة بمنطقة القنطرة غرب الصناعية، والذي وضع المحافظ حجر أساسه في مارس 2025.كما يستهدف المشروع إنتاج سلع بجودة عالمية، مع تخصيص 80% من الإنتاج للتصدير، مما يعزز الميزان التجاري المصري ويوفر 2000 فرصة عمل.كما أشار اللواء أكرم جلال إلى مشروع لوجستي في منطقة السخنة باستثمارات 60 مليون دولار، يهدف إلى تطوير مركز جمركي متطور لتسهيل حركة التجارة الدولية.وهذا المشروع، الذي يمتد على مساحة 100 ألف متر مربع، سيوفر 2500 فرصة عمل ويعزز كفاءة العمليات اللوجستية في المنطقة.المنطقة الاقتصادية لقناة السويسدعم محافظة الإسماعيلية للمستثمرينوأكد المحافظ أن محافظة الإسماعيلية تقدم دعمًا شاملًا للمستثمرين من خلال تذليل العقبات وتطوير البنية التحتية.وأشار إلى مشروعات مثل إنشاء كوبريين في منطقة أبوخليفة الصناعية لتسهيل حركة النقل وتقليل التكدس المروري، مما يدعم الأنشطة الصناعية واللوجستية.وأضاف أن منطقة أبوخليفة أصبحت امتدادًا واعدًا للمناطق الصناعية، مما يعزز جاذبية المحافظة للاستثمارات.وشدد اللواء أكرم جلال على التعاون المثمر مع الشركات العالمية، خاصة الصينية، التي تمثل شريكًا استراتيجيًا في تنمية المنطقة.وأشاد بمشروعات مثل “هايتكس” للأقمشة الزخرفية، التي تعزز تنافسية المنتجات المصرية في الأسواق الدولية، مما يعكس ثقة المستثمرين الأجانب في البيئة الاستثمارية المصرية.تأثير اجتماعي واقتصاديوأوضح المحافظ أن المشروعات الجديدة ستسهم بشكل كبير في الحد من البطالة من خلال توفير 31 ألف فرصة عمل، مما يحسن مستوى المعيشة لأبناء محافظات القناة.كما أن تركيز المشروعات على التصدير يدعم استقرار العملة ويزيد من تدفقات النقد الأجنبي، مما يعزز الميزان التجاري.وأشار إلى أن المنطقة الاقتصادية أصبحت نموذجًا للتكامل الصناعي، حيث تجمع بين الصناعات الثقيلة والخفيفة والخدمات اللوجستية.رؤية مستقبلية واعدةوأعرب اللواء أكرم جلال عن تفاؤله بمستقبل المنطقة الاقتصادية لقناة السويس، مؤكدًا أن هذه المشروعات تمثل خطوة نحو تحقيق طفرة اقتصادية.وأكد أن المحافظة ستعمل بالتعاون مع الهيئة الاقتصادية لجذب المزيد من الاستثمارات، مع التركيز على الصناعات المتقدمة مثل الطاقة المتجددة والتحول الرقمي.وأضاف أن تحسين أمن الملاحة في البحر الأحمر سيعزز تدفقات الاستثمارات، مما يرسخ مكانة المنطقة كمركز لوجستي عالمي.منارة التنمية المستدامةويؤكد إعلان محافظ الإسماعيلية عن هذه المشروعات التزام مصر بتحويل اقتصادها إلى قوة عالمية من خلال استغلال موقعها الاستراتيجي وتعزيز بيئتها الاستثمارية.ومع توفير 31 ألف فرصة عمل واستثمارات بقيمة 600 مليون دولار، تستمر المنطقة الاقتصادية لقناة السويس في لعب دور حيوي في تحقيق التنمية المستدامة وتعزيز مكانة مصر كوجهة استثمارية عالمية.