
يخوض المنتخب اليمني اختبارًا صعبًا أمام نظيره اللبناني مساء الثلاثاء 10 يونيو 2025، على أرضية استاد جابر الأحمد الدولي في العاصمة الكويتية، ضمن الجولة الثانية من التصفيات النهائية المؤهلة إلى نهائيات كأس آسيا 2027، في لقاء يتسم بطابع الحسم المبكر بالنظر إلى وضعية الفريقين في المجموعة الثانية.
يدخل المنتخبان هذه المواجهة تحت ضغط النتائج، بعد فشلهما في التأهل من الدور الثاني للتصفيات المشتركة المؤهلة لكأس العالم 2026، ما يجعل هذه التصفيات القارية بمثابة الفرصة الأخيرة لكليهما من أجل التواجد في المحفل الآسيوي المرتقب الذي تستضيفه المملكة العربية السعودية.
استهل منتخب لبنان مشواره بفوز كاسح على بروناي بخمسة أهداف دون رد، وضعه على قمة الترتيب بفارق نقطتين عن اليمن الذي تعادل سلبيًا مع بوتان، ما يمنح كتيبة المدرب ميودراغ رادولوفيتش دفعة معنوية مهمة قبل مواجهة اليمن، في ظل سعيه لقيادة الفريق نحو الظهور القاري الرابع في تاريخه، والثالث عبر التصفيات.
أنهى المنتخب اللبناني استعداداته بإقامة معسكر تدريبي في سلطنة عمان خاض خلاله لقاء وديًا ضد أصحاب الأرض انتهى بخسارته بهدف نظيف، غير أن الطاقم الفني اعتبره اختبارًا جادًا لتقييم حالة اللاعبين، خصوصًا المحترفين منهم الذين التحقوا بالمجموعة مؤخرًا.
تفرض الغيابات نفسها على تشكيلة لبنان، إذ يفتقد الفريق خدمات ثلاثة عناصر بارزة بداعي الإصابة، وهم حسين شكرون، وكريم درويش، وبيدرو بو ديب، ما يستوجب تعديلات فنية قد تؤثر على التوازن في الخطوط الثلاثة، وهو ما أكده المدرب في تصريحاته، مشيرًا إلى أهمية تحقيق نتيجة إيجابية للحفاظ على فارق النقاط في الصدارة.
أشاد رادولوفيتش بقدرات الخصم اليمني، معتبرًا أنه يملك تركيبة منسجمة وسرعة هجومية عالية، إلى جانب خبرات متراكمة بين عناصره الذين اعتادوا اللعب سويًا في الدوري العراقي، كما لم يغفل الإشادة بأداء المنتخب اليمني في كأس الخليج الأخيرة، مؤكدًا امتلاك فريقه مفاتيح المواجهة الفنية للتعامل مع هذا النوع من المباريات.
يمزج المنتخب اللبناني بين أسماء ذات تجربة طويلة مثل محمد حيدر، وقاسم الزين، والحارس مصطفى مطر، وأسماء واعدة تنشط في الملاعب الأوروبية والأمريكية الجنوبية، من بينهم سامي مرهج لاعب ديبورتيفو بيريرا، ومالك فخرو مهاجم دويسبورغ، ما يمنح التشكيلة توازنًا بين الخبرة والطموح.
أوضح المدافع قاسم الزين أهمية اللقاء، واعتبر أن مواجهة اليمن تمثل صراعًا مباشرًا على البطاقة الوحيدة في المجموعة، مؤكدًا أن الفوز سيمنح فريقه أفضلية كبيرة في الطريق إلى النهائيات، داعيًا زملاءه إلى الحفاظ على التركيز الكامل حتى صافرة النهاية.
على الجانب الآخر، يسعى المنتخب اليمني بقيادة المدرب نور الدين ولد علي إلى استعادة التوازن بعد تعادله المخيب مع بوتان، حيث يدرك اللاعبون أن أي تعثر جديد سيعقد موقفهم في المجموعة، لا سيما وأن نظام التأهل لا يتيح فرصة سوى لأصحاب الصدارة فقط من بين ست مجموعات.
عزّز الجهاز الفني اليمني قائمته بعدد من المحترفين في البطولات العربية، أبرزهم المدافع هارون الزبيدي من الزوراء، والمهاجم عبد الواسع المطري من سترة، إلى جانب عبد العزيز مصنوم مهاجم العروبة، في محاولة لتقوية الخطوط الثلاثة واستغلال الانسجام بين عناصر الفريق الذين خاضوا عدة بطولات معًا في السنوات الماضية.
يعتمد المنتخب اليمني على مجموعة استقرت إلى حد كبير منذ مشاركته الأولى في كأس آسيا 2019، ويأمل في تكرار هذا الظهور من خلال تصدر مجموعته الحالية، مستفيدًا من الخبرة المتراكمة والتجانس داخل التشكيلة، خاصة وأن المواجهة المقبلة تعد مفصلية في مشوار التصفيات.
تضم المجموعة الثانية أربعة منتخبات هي لبنان، اليمن، بوتان، وبروناي، وتشير التوقعات إلى أن المنافسة الحقيقية تتركز بين اليمن ولبنان على بطاقة التأهل، بينما يتقابل بوتان وبروناي في مواجهة متزامنة ضمن الجولة نفسها.
يشارك في هذه المرحلة 24 منتخبًا موزعين على 6 مجموعات، ويتأهل المتصدر فقط من كل مجموعة مباشرة إلى النهائيات، ما يفرض ضغطًا كبيرًا على كل فريق لتجنب فقدان النقاط، حيث تُلعب كل مباراة وكأنها نهائية لا تقبل القسمة على اثنين.
تنطلق مباراة اليمن ولبنان في تمام الساعة الثامنة والنصف مساءً بتوقيت القاهرة، الرياض، بيروت، وصنعاء، والساعة السادسة والنصف مساءً بتوقيت الجزائر وتونس والمغرب، فيما تنطلق في التاسعة والنصف ليلًا بتوقيت الإمارات، وتنقلها قناة الكويت الرياضية.