التوازن بين العمل ومذاكرة الأبناء.. سر الأمهات للنجاح بالمهمة الصعبة دون إنهاك

التوازن بين العمل ومذاكرة الأبناء.. سر الأمهات للنجاح بالمهمة الصعبة دون إنهاك
التوازن بين العمل ومذاكرة الأبناء.. سر الأمهات للنجاح بالمهمة الصعبة دون إنهاك

مع انطلاق العام الدراسي الجديد تواجه الأمهات العاملات تحديًا متجددًا وصعبًا يتمثل في كيفية إيجاد معادلة ناجحة تجمع بين متطلبات العمل ومسؤولية المتابعة الدراسية للأبناء. هذا التحدي غالبًا ما يضع الأم تحت ضغط نفسي وجسدي كبير قد يصل بها إلى حد الإنهاك الشديد.

ويؤكد خبراء في التربية وعلم النفس أن مفتاح الحل لا يكمن في السعي لتحقيق الكمال بل في التخطيط الذكي وإدارة الوقت بمرونة. وتعتبر الجداول الزمنية المرنة أداة أساسية في هذا السياق حيث يساعد الاعتماد على تقويم عائلي مشترك يضم مواعيد العمل والمدرسة والأنشطة المختلفة في توزيع المهام بوضوح. كما يمكن استغلال فترات الانتظار القصيرة أو الوقت الفاصل بين انتهاء يوم العمل وبدء وقت المذاكرة لمراجعة سريعة للدروس مع الأطفال.

وينصح المختصون بضرورة البحث عن شبكة دعم خارجية لتخفيف العبء عن الأم إذ يمكن لمشاركة الأجداد أو الاستعانة بمراكز الرعاية المتخصصة بعد اليوم الدراسي أن توفر مساحة من الراحة. وعلى الصعيد الأسري الداخلي يعد تفويض المهام خطوة فعالة حيث إن تشجيع الأبناء على تحمل مسؤوليات بسيطة مثل تجهيز حقائبهم المدرسية ومراجعة واجباتهم بشكل مستقل يغرس فيهم الاستقلالية ويمنح الأم وقتا ثمينا يمكنها تخصيصه للمتابعة الدراسية المركزة.

ويشدد الخبراء على أهمية وضع أولويات واقعية وتجنب فخ الشعور بالذنب عند عدم إنجاز كل شيء فالهدف ليس حضور كل نشاط أو الإشراف على كل دقيقة مذاكرة بل التركيز على المهام الأهم مثل متابعة الواجبات الأساسية. فالتوازن معادلة متغيرة تتأثر بمتطلبات العمل ومواعيد الدراسة المتغيرة باستمرار مما يتطلب مراجعة الخطة بشكل دوري وتكييفها مع الظروف الجديدة.

ويعد التواصل المباشر والمستمر مع المعلمين جزءا لا يتجزأ من المتابعة الفعالة لأنه يتيح للأم فهم التوقعات الأكاديمية ومستوى أداء طفلها بشكل أفضل وتقديم الدعم المناسب له في المنزل. ومن المهم أيضًا تخصيص وقت محدد وثابت للمذاكرة يكون عالي الجودة وبعيدًا عن أي مشتتات مثل الهواتف أو التلفاز لضمان أقصى استفادة للطفل.

وفي خضم هذه المسؤوليات المتعددة لا يجب إغفال الصحة النفسية والجسدية للأم نفسها. فالحصول على قسط كاف من النوم واتباع نظام غذائي صحي وممارسة الرياضة ولو لدقائق قليلة يوميا كلها عوامل أساسية لتجديد الطاقة والحفاظ على القدرة على العطاء. كما أن تخصيص وقت شخصي للاسترخاء ولو كان قصيرًا يساعد على تخفيف التوتر.