شهدت أسواق الصاغة في مصر اليوم الثلاثاء الموافق 16 سبتمبر 2025 قفزة تاريخية جديدة في أسعار الذهب حيث واصل المعدن الأصفر مسيرته الصعودية القياسية قبيل ساعات من اجتماع البنك الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي الذي يترقبه المستثمرون عالمياً لاتخاذ قرارات حاسمة بشأن أسعار الفائدة.
جاء التحرك الأخير في أسعار الذهب مدفوعاً بشكل مباشر بتصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب التي طالب فيها رئيس الاحتياطي الفيدرالي بتنفيذ خفض كبير في أسعار الفائدة وهو ما زاد من الضغط على صانعي السياسة النقدية وأشعل حماس المستثمرين في أسواق الذهب دون انتظار القرار الرسمي.
ويتزامن هذا الصعود مع تراجع ملحوظ في قيمة الدولار الأمريكي الذي سجل انخفاضاً لليوم الثاني على التوالي ليصل إلى أدنى مستوياته في شهرين وتلعب هذه العلاقة العكسية بين الدولار والذهب دوراً محورياً في دعم أسعار المعدن النفيس إذ إن ضعف الدولار يجعله أقل تكلفة للمشترين الذين يستخدمون عملات أخرى.
تتركز التوقعات في الأسواق بشكل شبه مؤكد على أن البنك الفيدرالي سيتجه لخفض أسعار الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس مع وجود احتمال ضئيل لخفض أكبر يصل إلى 50 نقطة أساس ويدعم هذا التوجه أسعار الذهب لأن بيئة الفائدة المنخفضة تقلل من تكلفة الفرصة البديلة لحيازة المعدن الذي لا يدر عائداً.
وفي سياق متصل أعلن مجلس الذهب العالمي عن ارتفاع صافي التدفقات النقدية إلى صناديق الاستثمار المتداولة المدعومة بالذهب للأسبوع الثالث على التوالي حيث سجلت الصناديق خلال الأسبوع المنتهي في 12 سبتمبر تدفقات صافية بلغت 14.9 طن من الذهب مما يعكس تزايد ثقة المستثمرين في المعدن كملاذ آمن.
ينصب تركيز المتعاملين الآن على ما بعد صدور القرار حيث ستكون الأنظار موجهة إلى المؤتمر الصحفي لرئيس البنك الفيدرالي جيروم باول وإلى المخطط الذي سيكشف توقعات أعضاء البنك لمسارات النمو والتضخم والبطالة والفائدة خلال الفترة القادمة.
وعلى الصعيد المحلي سجلت أسعار الذهب في السوق المصرية مستويات غير مسبوقة حيث بلغ سعر جرام الذهب عيار 24 نحو 5680 جنيهاً ووصل سعر جرام الذهب عيار 21 الأكثر تداولاً إلى 4970 جنيهاً كما سجل عيار 18 سعر 4260 جنيهاً للجرام وبلغ سعر الجنيه الذهب 39760 جنيهاً.
إذا كشفت تصريحات باول عن انفتاح البنك على المزيد من عمليات خفض الفائدة خلال العام الحالي والمقبل فمن المرجح أن يشهد الذهب موجة صعود إضافية ومستويات تاريخية جديدة أما إذا جاء حديثه متحفظاً فقد يدخل المعدن في حركة تصحيح سلبية بعد ارتفاعاته الكبيرة الأخيرة.
في شأن آخر يتعلق باستقلالية البنك المركزي الأمريكي رفضت محكمة استئناف أمريكية يوم الاثنين طلباً للرئيس ترامب بإقالة ليزا كوك محافظة البنك الاحتياطي الفيدرالي في خطوة تعزز من استقلالية المؤسسة النقدية في مواجهة الضغوط السياسية.
