
يؤكد الكاتب الصحفي فهد الأحمري الفواتير الشهرية أصبحت واقعًا مخيفًا “فوبيا” يعيشه الكثير من المستهلكين البسطاء، حيث ينتابهم القلق المتزايد من ارتفاع تكاليف الفواتير الأساسية، التي تستنزف جزءًا كبيرًا من دخل الأسرة، مما يتسبب في ضغط نفسي واقتصادي عميق، مطالبًا الجهات المصدرة للفواتير بالشفافية وتقديم تخفيضات خاصة للأسر المحتاجة.
أنواع جديدة من الفواتير بعصر التقنية
وفي مقاله “فوبيا الفواتير وتأثيرها على حياة المستهلك” بصحيفة “الرياض”، يرصد “الأحمري” دخول فواتير جديدة حياة الأسر، ويقول: “في عصر التقنية الحديثة، شهدت الفواتير توسعًا كبيرًا، حيث لم تعد مقتصرة على الخدمات الأساسية مثل الكهرباء والماء والهاتف، بل أصبح لكل منزل الآن مجموعة متنوعة من الفواتير التي تشمل خدمات التقنية والاتصالات وفواتير الألعاب الإلكترونية بالإضافة إلى الفواتير التقليدية.. تتضمن الفواتير الجديدة أيضًا اشتراكات في الاتصال المرئي عن بعد لمزاولة الأعمال والتحصيل الدراسي فضلًا عن خدمات البث المدفوعة كالرياضية والترفيهية، مما يزيد من العبء المالي على الأسر، كما أن الألعاب التقنية أصبحت جزءًا لا يتجزأ من حياة العديد من الأفراد، حيث تتطلب اشتراكات شهرية أو شراء محتوى إضافي.. علاوة على ذلك، يمتلك غالب أفراد الأسرة عادة جوالًا وجهازًا لوحيًّا، وهذا يعني المزيد من الفواتير، سواء للمكالمات أو البيانات أو التطبيقات والتشغيل والصيانة، هذه الزيادة في عدد الفواتير تضع ضغوطا كبيرة على ميزانية الأسرة، مما يؤدي إلى شعور متزايد بالقلق من عدم القدرة على تغطية هذه التكاليف”.
المستهلكون يشعرون بعدم الأمان المالي
ويعلق “الأحمري” قائلًا: “تتجلى فوبيا الفواتير في شعور المستهلكين بعدم الأمان المالي نتيجة الارتفاع المستمر في أسعار الفواتير، حيث تضيق الصدور عند صدور كل فاتورة جديدة، -خصوصًا- في ظل الظروف الصعبة التي تمر بها العديد من الأسر؛ جراء ارتفاع أسعار الاحتياجات الأساسية من التغذية والوقود والإجارات. هذا القلق يتصاعد عندما تأتي الفواتير بمبالغ زائدة غير متوقعة، مما يزيد من الإحباط والضغط النفسي.
التضخم زاد ارتفاع الأسعار
ويرصد الكاتب عوامل أخرى أدت إلى زيادة الفواتير، ويقول: “لا يمكن تجاهل دور التضخم المتصاعد في تفاقم مشكلة فوبيا الفواتير، فمع ارتفاع الأسعار بشكل مستمر، تتقلص القدرة الشرائية للأفراد، مما يجعلهم يشعرون بأن دخلهم لا يكفي لتلبية احتياجاتهم الأساسية. هذا الشعور بالضيق المالي يزيد من القلق والتوتر المرتبطين بالفواتير، وقد يدفعهم إلى اتخاذ قرارات مالية صعبة ربما تؤثر سلبا على نوعية حياتهم”.
الأحداث الدولية أثرت على تكاليف الخدمات
ويضيف “الأحمري” قائلًا: “الأحداث الدولية لها تأثيرها المباشر على تكاليف الخدمات، فمع هذه التقلبات يصبح من الصعب على الأسر التنبؤ بقيمة الفواتير الشهرية، إذ يضاف إلى ذلك عبء نفسي إضافي نتيجة للخوف من المفاجآت المالية التي قد تأتي مع كل فاتورة جديدة مما يسهم في تفاقم فوبيا الفواتير.. يزيد الأمر سوءا، الإجراءات المعقدة المرتبطة بدفع الفواتير وتقسيطها أو إلغاء الاشتراكات مما يزيد من الإحباط، حيث يواجه المستهلكون صعوبات في التعامل مع الشركات الموردة للخدمات، مما يجعل عملية الدفع أو حتى الاستفسار عن أسباب ارتفاع الفواتير تجربة مرهقة”.
تخفيضات خاصة للأسر المحتاجة
ويطرح “الأحمري” بعض الحلول للمشكلة، ويقول: “ومن الحلول في هذا السياق؛ تقديم تخفيضات خاصة للأسر المحتاجة والأكثر حاجة، وكذلك الطلاب والمسنون وتوفير خيارات مرنة للدفع مثل خطط الإعفاء الجزئي أو الكلي والتقسيط. كما أن تحسين الخدمات العامة وتعزيز جودتها يمكن أن يسهم في تقليل الفواتير، فعندما تكون الخدمات أكثر كفاءة، تنخفض التكاليف، مما يخفف من الأعباء المالية ويساعد في تخفيف الضغوط على المستهلكين.. ولا نغفل الأسرة ذاتها من خلال تقديم برامج توعوية مالية تساعدها على إدارة ميزانياتها بشكل أفضل، من خلال تعليمهم كيفية تقليل استهلاكهم وتحقيق التوازن بين النفقات والدخل”.
الرحمة بالمستهلك
وينهي “الأحمري” قائلًا: “بصيرة؛ الرحمة بالمستهلك من فوبيا الفواتير تتطلب تكاتف الجهود على عدة أصعدة لضمان تخفيف الأعباء المالية وتحسين جودة الحياة التي هي ضمن أهداف الرؤية المباركة.. من الضروري أن تعمل الجهات المعتبرة على تحسين الشفافية في تسعير الخدمات وتقديم مزيد من الدعم للأسر المتضررة”.