
مع اقتراب موعد العودة للمدارس تواجه الأمهات تحديا مشتركا يتمثل في تهيئة أطفالهن نفسيا ومعنويا لاستقبال أول يوم دراسي في حياتهم حيث يختلط شعور الحماس بالرهبة والقلق لدى الصغار وهو ما يتطلب استعدادا خاصا لمساعدتهم على تخطي هذه المرحلة بنجاح وثقة.
من الطبيعي أن يشعر الأطفال بالتوتر مع انتهاء العطلة الصيفية والاستعداد لدخول بيئة جماعية منظمة لأول مرة أو العودة إليها بعد انقطاع طويل فبينما يتقبل بعض الأطفال هذا التغيير بحماس قد يحتاج آخرون إلى دعم إضافي للتأقلم وهنا يأتي دور الأسرة في تخفيف هذا الضغط من خلال خلق جو إيجابي ومناقشة المخاوف والاهتمامات بصراحة ويمكن أن تكون قراءة الكتب التي تتناول المشاعر المختلفة وسيلة فعالة لفتح حوار عائلي بناء.
يعد التواصل المسبق بين أولياء الأمور والمعلمين قبل بدء الدراسة خطوة أساسية لضمان عام دراسي ناجح فالمعلمون يدركون أن كل طفل يبدأ العام بمهارات وقدرات اجتماعية وعاطفية متفاوتة ويسعون لبناء علاقة قوية مع كل طالب وعندما يشارك الأهل معلومات عن أطفالهم فإنهم يمنحون المعلم رؤية أعمق تساعده على فهم احتياجات الطفل منذ اللحظة الأولى.
يلعب موقف الوالدين الإيجابي تجاه المدرسة دورا محوريا في تقليل مخاوف الطفل من المجهول لذا ينصح بجعل التحضير للعام الدراسي تجربة ممتعة ويمكن تحقيق ذلك عبر زيارة مبنى المدرسة قبل اليوم الأول ليعتاد الطفل على المكان ويشعر فيه براحة أكبر مما يقلل من شعوره بالغربة في بيئته الجديدة.
تمثل القصص أداة فعالة لتخفيف حدة التوتر المصاحب لبداية الدراسة فالكتب التي تتناول شخصيات تمر بنفس التجربة مثل الذهاب إلى الروضة لأول مرة تمنح الطفل شعورا بالألفة وتزوده بجرعة من الثقة كما أن استكشاف الكتب التي تتناول موضوعات مثل تكوين الصداقات والتعامل مع المشاعر يمكن أن يفتح مداركه ويجيب على تساؤلاته الداخلية.
إن التحدث مع الطفل بشكل مباشر عن مشاعره تجاه المدرسة والأصدقاء والمعلمين والأنشطة المنتظرة أمر بالغ الأهمية يمكنك قياس مدى حماسه أو قلقه عبر سؤاله عما يتطلع إليه وما هي المواد التي يرغب في تعلمها وفي الوقت نفسه يجب إتاحة الفرصة له للتعبير عن أي مخاوف قد تكون لديه مثل الخوف من عدم تكوين صداقات أو التعرض للتنمر.
كما يحدد الكبار أهدافهم يمكن تشجيع الأطفال على فعل الأمر ذاته للعام الدراسي الجديد ويمكن تبسيط الفكرة عبر اختيار كلمة شهرية تمثل نواياهم وأهدافهم مثل الصداقة أو المثابرة أو اللطف ويمكن للعائلة استخدام هذه الكلمة كنقطة انطلاق لمناقشات منزلية حول تجارب الطفل وتقدمه الدراسي والشخصي.
تخصيص ركن هادئ للقراءة في المنزل خلال فترة الصيف يساعد على تأسيس عادة القراءة اليومية وجعلها جزءا من روتين الطفل مع بداية الخريف وعندما يعود الطفل من المدرسة سيجد مكانا مريحا خاليا من المشتتات للقراءة والاسترخاء ومن المهم تزويد هذا الركن بمجموعة متنوعة من الكتب التي تناسب اهتماماته مثل الشعر والروايات المصورة والقصص البوليسية لتعريفه بعوالم وكلمات جديدة.
يساهم إشراك الطفل في عملية شراء وتجهيز اللوازم المدرسية في إثارة حماسه للعام الجديد فتحويل عملية الشراء إلى طقس سنوي ممتع يجعل التجربة إيجابية حتى لو كانت تقتصر على اختيار صندوق جديد من أقلام التلوين أو مجموعة من الكتب ويمكن أن تكون هذه فرصة لتجديد مكتبة الطفل المنزلية واكتشاف كتبه المفضلة من جديد مما يعزز لديه عقلية البدء من جديد والاستعداد لمغامرة تعليمية جديدة.