وحدات البنوك الأوروبية في روسيا تسهل مدفوعات الغاز وسط العقوبات

وحدات البنوك الأوروبية في روسيا تسهل مدفوعات الغاز وسط العقوبات


الخميس 12 يونية 2025 | 04:32 مساءً

تواصل مصارف غربية، من بينها “رايفايزن بنك إنترناشيونال” (Raiffeisen Bank International)، تشغيل وحدات في روسيا، مما يساعد عدداً من آخر المشترين الأوروبيين للغاز الروسي المنقول عبر الأنابيب في سداد ثمن المشتريات، بعدما فرضت الولايات المتحدة عقوبات على مصرف “غازبروم بنك”.

تستفيد تركيا وسلوفاكيا من خدمات “رايفايزن”، ومقره في فيينا، الذي يشغّل وحدة في روسيا، بحسب أشخاص مطلعين على الأمر. ويستخدم كثير من العملاء الوحدات الروسية للمصارف الغربية، أو البنوك الروسية الأصغر حجماً غير الخاضعة للعقوبات لسداد ثمن الغاز، وفقاً لشخص مطلع على الأمر في موردة الوقود “غازبروم”.

يعكس الترتيب مدى تأقلم المشترين منذ حظرت وزارة الخزانة الأميركية استخدام “غازبروم بنك” في نوفمبر. أصدر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في 2022 أمراً بأن يُسدد ثمن الغاز بالروبل وعبر “غازبروم بنك” حصراً، لكنه وسع نطاق شرط تلقي المدفوعات ليشمل أي مصرف يعمل في روسيا بعد فرض عقوبات على البنك.

تعد وحدات “رايفايزن” و”أو تي بي بنك” (OTP Bank)، ومقره في بودابست، و”يوني كريديت” (UniCredit)، من أكبر البنوك الأوروبية التي لا تزال تعمل في البلاد، رغم تقليص أنشطتها. فقد جعل الكرملين خروج الشركات الدولية من البلاد أمراً بالغ الصعوبة، إذ أنشأ لجنة خاصة للموافقة على بيع الأصول، وألزم الشركات ببيعها بسعر مُخفَّض ودفع ضريبة خروج.

النشاط في روسيا لا يخالف العقوبات

لا تشكل مشاركة المصارف الأوروبية انتهاكاً للعقوبات، ويعتبرها المسؤولون الأميركيون نجاحاً، إذ إن القيود أجبرت المشترين على سداد المدفوعات بعيداً عن “غازبروم بنك”، بحسب اثنين من المطلعين، الذين طلبوا جميعاً عدم الكشف عن هوياتهم ليتسنى لهم مناقشة أمور خاصة.

لا تخضع صفقات “غازبروم” والغاز الطبيعي الروسي بشكل عام للعقوبات الغربية، إذ يخشى المسؤولون من توقف الإمدادات إلى أوروبا بشكل تام، رغم انخفاض حجم التدفقات مقارنةً بمستويات ما قبل الحرب.

رفض “رايفايزن” و”أو تي بي” التعليق على العلاقات مع عملاء منفردين. وأشار البنك النمساوي إلى أنه قلص خدمات الدفع إلى روسيا، وأكد المصرفان التزامهما بالقوانين واللوائح، بما يشمل العقوبات الدولية. رفض “يوني كريديت”، وكذلك “غازبروم بنك” و”غازبروم”، التعليق.

أما من جهة المشترين، رفضت شركة الطاقة الوطنية “إس بي بي” في سلوفاكيا، التي تستورد الغاز عبر المجر وخط أنابيب “ترك ستريم” وتسدد الثمن عبر “رايفايزن” التعليق، كما رفض المتحدث باسم وزارة الطاقة التركية التعليق.

وحدات البنوك حلقة وصل تجارية

توقفت بعض الدول، مثل النمسا وإيطاليا، عن الحصول على الغاز الروسي المنقول عبر الأنابيب منذ انتهاء صلاحية اتفاقية عبور الغاز مع أوكرانيا نهاية العام الماضي، وبعد أن أدى نزاع قضائي إلى إنهاء عقد للتوريد مع “أو إم في” (OMV). وقد اعتمدت النمسا أيضاً على “رايفايزن” في سداد المدفوعات، بحسب أحد المطلعين.

يسهل الوجود المستمر لهذه المصارف العلاقات التجارية المتبقية بين روسيا والغرب، ما منح بوتين ورقة تفاوض، ووفر للحكومات الغربية القدرة على مراقبة التدفقات النقدية التي تدخل البلاد أو تخرج منها.

قال الرئيس التنفيذي لـ”يوني كريديت”، أندريا أورسيل، في مؤتمر أُقيم الأربعاء، إنه “يجب أن تستمر معظم المدفوعات، لأن الشركات في ألمانيا وإيطاليا وفرنسا لا تزال تعمل هناك. الحقيقة المُرة أننا نواصل شراء الطاقة والسلع والمنتجات من روسيا، وهذا أمر مسموح به”.