شهدت العاصمة الأمريكية واشنطن في مقر البنك الدولي اختتام فعاليات GLMC 365 التي نظمها المؤتمر الدولي لسوق العمل بالتعاون مع البنك الدولي وقد جمع هذا الحدث الهام نخبة دولية من صناع القرار والخبراء والأكاديميين إلى جانب مشاركة طلابية فاعلة لمناقشة مستقبل أسواق العمل العالمية.
تأتي هذه الفعالية ضمن سلسلة المبادرات التي يطلقها المؤتمر الدولي لسوق العمل بهدف رئيسي يتمثل في دفع عجلة التحول في سياسات التوظيف على المستوى العالمي وتعزيز مرونة أسواق العمل وقدرتها على مواجهة التحديات المستجدة التي تفرضها التطورات التكنولوجية المتسارعة مثل الرقمنة والذكاء الاصطناعي.
ركزت الجلسات الحوارية التي أقيمت على استشراف مستقبل التوظيف وبحث التأثير العميق للتقنية والذكاء الاصطناعي على العلاقة بين مخرجات التعليم ومتطلبات سوق العمل كما ناقشت التحول الجوهري من نماذج التوظيف التقليدية المعتمدة على الشهادات الأكاديمية إلى نماذج أكثر حداثة ترتكز على المهارات الفعلية.
وفي إحدى الندوات الحوارية أوضح الدكتور أحمد اليماني الرئيس التنفيذي لشركة تكامل القابضة أن إقامة الفعالية في واشنطن هذا العام يؤكد على الضرورة الملحة لبناء حوار عالمي يتجاوز الحدود الجغرافية لمواجهة تحديات مستقبل العمل واستشهد بتوقعات المنتدى الاقتصادي العالمي التي تشير إلى أن حوالي 44% من مهارات العاملين ستتغير بحلول عام 2027 نتيجة للتطورات الهائلة في الذكاء الاصطناعي مما يجعل تبادل الخبرات والمعرفة بين الدول أمرا حتميا.
واستعرض اليماني التجربة السعودية الرائدة في مجال بناء أنظمة عمل رقمية متكاملة مسلطا الضوء على منصة قوى التي تجاوز عدد مستخدميها 14.5 مليون شخص وأصبحت نموذجا عالميا ناجحا يمكن تطبيقه في أسواق العمل الدولية المختلفة وأشار إلى أن التقنية ساهمت بشكل كبير في رفع فرص توظيف الحاصلين على الشهادات الرقمية المعتمدة بنسبة تصل إلى 72%.
ولم تغفل الفعالية دور الشباب حيث خُصصت ورشة عمل تفاعلية شارك فيها طلاب سعوديون ودوليون من جامعات أمريكية مرموقة وقدموا خلالها رؤاهم وتجاربهم الشخصية ومن المقرر أن يتم دمج هذه الأفكار والمقترحات ضمن التقرير الختامي للفعالية على شكل توصيات عملية قابلة للتطبيق الفوري.
وشدد المشاركون في GLMC 365 على أهمية تعزيز التعاون الدولي وتبادل الخبرات بين مختلف الدول لصياغة سياسات عمل مستقبلية تتمتع بالمرونة الكافية للاستجابة السريعة للمتغيرات الرقمية وهذا بدوره يتيح بناء منظومات عمل شاملة ومبتكرة ويسهم في تمكين الشباب من اكتساب المهارات الرقمية والذاتية اللازمة لتعزيز فرصهم في الاندماج بنجاح في الاقتصاد الجديد سواء على المستوى المحلي في السعودية أو على الصعيد العالمي.
