من هو محمد باقري؟ سيرة رئيس الأركان الإيراني الذي اغتالته إسرائيل في عملية الأسد الصاعد

من هو محمد باقري؟ سيرة رئيس الأركان الإيراني الذي اغتالته إسرائيل في عملية الأسد الصاعد

شهدت العاصمة الإيرانية فجر الجمعة ضربة جوية واسعة شنتها إسرائيل ضمن عملية عسكرية مباغتة حملت اسم “الأسد الصاعد”، وأسفرت عن مقتل قيادات بارزة في الحرس الثوري، على رأسهم رئيس الأركان الإيراني اللواء محمد باقري، ما دفع طهران إلى اتخاذ خطوات فورية لتعيين قيادات بديلة وسط حالة من التأهب الشامل.

وأكدت الجهات الرسمية في إيران سقوط محمد باقري، الذي يُعد من أبرز القادة العسكريين في الجمهورية الإسلامية، متأثرًا بإصابته جراء القصف الجوي، حيث ركزت العملية على مواقع حساسة في طهران وعدة مدن أخرى، مستهدفة مقرات عسكرية ومراكز استراتيجية ذات صلة مباشرة بالملف النووي والدفاعي الإيراني.

ويُعد اللواء باقري شخصية محورية في المنظومة العسكرية الإيرانية، حيث انضم إلى الحرس الثوري مطلع ثمانينيات القرن الماضي، وشارك في الحرب العراقية الإيرانية، كما تولى رئاسة الأركان في وقت لاحق، معززًا موقعه كخبير استخباراتي بارز، ومدرس سابق في كلية الدفاع العليا، وحاصل على درجة الدكتوراه في الجغرافيا السياسية، وهي الخلفية التي منحته دورًا أساسيًا في صياغة العقيدة الدفاعية الإيرانية خلال العقدين الأخيرين.

وبعد تأكيد مقتله، سارعت القيادة الإيرانية إلى ملء الفراغ في الهرم العسكري، حيث تم تعيين اللواء حبيب الله سياري في موقع رئيس الأركان بشكل مؤقت، كما شغل اللواء أحمد وحيدي منصب القائد العام للحرس الثوري، خلفًا للواء حسين سلامي الذي سقط هو الآخر في الهجوم ذاته، في وقت تشير فيه المعلومات إلى إصابة مستشار المرشد الأعلى علي شمخاني بجروح خطيرة.

وأدرجت العملية العسكرية الإسرائيلية أسماء أخرى ضمن قائمة المستهدفين، إذ لقي اللواء غلام علي رشيد، قائد مقر “خاتم الأنبياء”، حتفه، إلى جانب عالمين نوويين بارزين هما فريدون عباسي ومحمد مهدي طهرانجي، ما يعكس حجم التأثير الاستراتيجي للعملية على البنية القيادية والعلمية للمؤسسة الإيرانية، ويؤكد اتساع نطاق التصعيد بين تل أبيب وطهران في واحدة من أخطر لحظات التوتر الإقليمي منذ سنوات.