
يمثل فيروس التهاب الكبد الوبائي من النوع بي تحديًا صحيًا عالميًا واسع الانتشار حيث يصعب اكتشافه في مراحله المبكرة. ولا يدرك العديد من المصابين بالعدوى المزمنة حقيقة مرضهم لغياب الأعراض الواضحة ما يجعل من هذا الفيروس مرضًا صامتًا قد يتطور لسنوات طويلة دون علم المريض.
تشير الهيئات الصحية إلى أن فترة حضانة الفيروس طويلة نسبيًا ففي حال ظهور الأعراض مع العدوى الحادة فإنها قد تبدأ في أي وقت خلال فترة تتراوح بين ثمانية أسابيع وخمسة أشهر بعد التعرض للفيروس. وتستمر هذه الأعراض عادة لعدة أسابيع لكنها قد تمتد لدى بعض الحالات لتصل إلى ستة أشهر كاملة.
تتنوع أعراض التهاب الكبد بي الحاد وتتضمن مجموعة من العلامات الجسدية الملحوظة مثل تغير لون البول ليصبح داكنًا وتحول لون البراز إلى اللون الطيني. ويشعر المصاب بالإرهاق الشديد وقد يعاني من الحمى وآلام في المفاصل بالإضافة إلى فقدان الشهية واضطرابات في الجهاز الهضمي تشمل الغثيان وآلام المعدة والقيء. وتعتبر العلامة الأكثر شيوعًا هي اليرقان وهو اصفرار الجلد وبياض العينين.
يختلف ظهور الأعراض بشكل كبير بين الفئات العمرية المختلفة إذ تظهر الأعراض الحادة لدى ما يصل إلى نصف الأطفال الأكبر سنًا والمراهقين والبالغين المصابين بالعدوى. وعلى النقيض من ذلك فإن الغالبية العظمى من الأطفال دون سن الخامسة لا تظهر عليهم أي أعراض على الإطلاق عند الإصابة بالعدوى الأولية.
أما بالنسبة لالتهاب الكبد المزمن فقد يستغرق ظهور أعراضه عقودًا طويلة بعد الإصابة الأولية بالفيروس. وعندما تظهر هذه الأعراض المتأخرة فإنها غالبًا ما تكون مشابهة لتلك التي تصاحب العدوى الحادة مما يزيد من صعوبة الربط بينها وبين عدوى قديمة حدثت قبل سنوات طويلة.