
تسعى الهيئة العامة للعناية بشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي إلى إرساء بيئة رقمية متكاملة لرفع مستوى الخدمات المقدمة للحجاج والمعتمرين والزوار. وتعتمد في سبيل ذلك على استراتيجية شاملة توظف أحدث التقنيات لضمان وصول ضيوف الرحمن إلى كافة الخدمات بيسر وسهولة وتعزيز كفاءة الأداء التشغيلي لمنسوبيها.
وضمن جهودها لتعزيز التحول الرقمي أطلقت الهيئة أربعاً وعشرين مبادرة رائدة شملت مجالات متنوعة مثل تطوير الأرشفة الإلكترونية وتحديث أنظمة الاتصالات الإدارية. كما ركزت المبادرات على تحسين الخدمات الذاتية داخل الحرمين الشريفين وتطبيق أنظمة الهوية الرقمية بالإضافة إلى تنفيذ خطة متكاملة للتعافي من الكوارث وتفعيل دور مكتب البيانات والأمن السيبراني والبنية المؤسسية.
وفي إطار إثراء التجربة الرقمية للقاصدين قدمت البوابة الرقمية للهيئة خلال عام 1446هـ محتوى ضخماً حيث تمت ترجمة مئتين وسبعة عشر ألف كلمة من المحتوى الرقمي. كما أتاحت ألفين وخمسمئة واثنتي عشرة صفحة رقمية بهدف تزويد الزوار بمعلومات هادفة ومفيدة بالإضافة إلى مئتين وأربعين محتوى مرئياً ومسموعاً بسبع لغات عالمية مختلفة لتعزيز التفاعل الرقمي مع المستخدمين من شتى أنحاء العالم.
ولتعزيز الكفاءة التشغيلية الميدانية أنشأت الهيئة مركزاً هندسياً متخصصاً للقيادة والتحكم نجح في معالجة ثلاثة عشر ألف تذكرة وبلاغ خلال ثلاثة أشهر فقط. وتم تطوير أنظمة الرؤية الحاسوبية وإدارة الحشود بالاعتماد على تقنيات متطورة وربطها بألفين وخمسمئة كاميرا وخمسة أنظمة متخصصة في إدارة حركة الحشود مما يضمن انسيابية وسلامة ضيوف الرحمن.
كما أطلقت الهيئة ثماني خدمات رقمية رئيسية لضيوف الرحمن استفاد منها أكثر من ثلاثة ملايين وستمئة ألف قاصد. وتغطي هذه الخدمات جوانب متعددة مثل حجوزات النقل الموحد في الحرمين ونظام البلاغات المركزي راصد الذي يهدف إلى تعزيز صوت المستفيد وإثراء تجربته. إلى جانب ذلك تم إطلاق خمس خدمات رقمية موسمية استفاد منها ما يزيد على مليون ومئتين وثمانية وأربعين ألف متقدم وهي خدمات تتيح التقديم على الاعتكاف والحصول على تصاريح الإفطار والوظائف الموسمية وبث خطب الحرمين وخطبة عرفة. وتعاملت الهيئة مع اثني عشر ألفاً وسبعمئة وثلاثة وعشرين بلاغاً موسمياً.
وعلى الصعيد المؤسسي دشنت الهيئة ثمانية أنظمة لدعم التحول الرقمي الداخلي شملت منصة للتطوع وبوابة للدعم الفني وأدوات لإدارة المشاريع والابتكار. كما تضمنت الأنظمة وسائل للتراسل الداخلي والدخول الموحد والامتثال التشغيلي ومنصة للترقيات. وجرى تطوير خمسة عشر إجراء وخدمة مؤسسية وتأسيس تسعة أنظمة للبنية التحتية وإدارة الشبكات. وقدمت الهيئة أيضاً اثنتا عشرة تجربة تقنية ابتكارية حديثة في الحرمين الشريفين وعملت على التكامل مع الجهات الحكومية عبر تطبيقات ذكية مثل نسك وتوكلنا لتعزيز تجربة المستخدم وحوكمة البيانات.
وفي مجال حوكمة البيانات عملت الهيئة على تعظيم دورها عبر إتاحة ست مجموعات من البيانات المفتوحة واعتماد إحدى عشرة سياسة متخصصة. كما شهدت هذه الجهود تطوير وإطلاق نسخة أولية من منصة دعم اتخاذ القرار التي تحمل اسم قرار.
ولضمان أمان البيئة الرقمية استحدثت الهيئة تسعة أنظمة سيبرانية متقدمة لحماية البيانات الرقمية. وتستند هذه الأنظمة إلى سبعة عشر معياراً فنياً وتشغيلياً لضبط جودة وأمان البنية التحتية الرقمية. وتم تنفيذ ثلاثة عشر إجراء تفصيلياً لتطبيق السياسات وضبط العمليات التقنية مع تطبيق ثلاث خطط رئيسة لمواجهة التهديدات والطوارئ الرقمية واعتماد ونشر تسع عشرة سياسة متخصصة في هذا الشأن.