
أثارت عارضة الأزياء العالمية بيلا حديد قلق جمهورها ومتابعيها بعد مشاركتها سلسلة من الصور الحديثة لها وهي تتلقى العلاج في المستشفى. وظهرت حديد في الصور التي نشرتها عبر حساباتها الرسمية على مواقع التواصل بوجه شاحب وهي تستخدم أجهزة مساعدة على التنفس مما أثار تفاعلا واسعا وكشف عن جانب من معاناتها الصحية المستمرة مع المرض.
يعاني المصابون بالمرض الذي تكافحه بيلا حديد من مجموعة واسعة من الأعراض التي تظهر وتتطور على مراحل مختلفة. تبدأ العلامات الأولية عادة بظهور طفح جلدي أحمر مميز في مكان لدغة القراد خلال فترة تتراوح بين أسبوع وأربعة أسابيع من الإصابة وقد يتخذ هذا الطفح شكل عين الثور حيث يظهر كحلقة حمراء تحيط بمنطقة مركزية صافية ويتوسع حجمه بمرور الوقت. ويصاحب هذه العلامة الجلدية أعراض تشبه أعراض الإنفلونزا مثل الحمى والصداع والشعور بالإرهاق وآلام عامة في الجسم والمفاصل مع تيبس في الرقبة وتورم في الغدد الليمفاوية.
وفي حال تقدم العدوى دون علاج يمكن أن تتطور الأعراض لتشمل مشكلات أكثر خطورة وتعقيدا. ففي المراحل المبكرة المنتشرة للمرض قد يظهر طفح جلدي في مناطق متعددة من الجسم وقد يعاني المريض من شلل في عضلات الوجه يعرف بشلل بيل. كما يمكن أن يؤثر المرض على القلب مسببا اضطرابات في نظامه الكهربائي ويؤدي إلى الشعور بالخدر أو الإحساس بوخز غير طبيعي في الأطراف وهو ما يعرف بالاعتلال العصبي.
وإذا لم يتم تشخيص المرض وعلاجه في مراحله الأولى فإن المصابين قد يواجهون مضاعفات مزمنة وشديدة بعد أشهر أو حتى عام من الإصابة الأولية. تشمل هذه المضاعفات نوبات متكررة ومؤلمة من تورم المفاصل خاصة المفاصل الكبيرة مثل الركبة. بالإضافة إلى ذلك يعاني البعض من صعوبات في التركيز وضعف في الذاكرة وهي حالة تعرف باسم ضباب الدماغ وتعد شكلا من أشكال تلف الدماغ فضلا عن احتمال حدوث تلف دائم في الأعصاب يمتد ليشمل الجلد والعضلات والأعضاء الداخلية.
المرض الذي تعاني منه بيلا حديد يعرف باسم داء لايم وهو عدوى تسببها بكتيريا تسمى بوريليا بورغدورفيري. تنتقل هذه البكتيريا إلى الإنسان عن طريق لدغة قراد الغزلان المصاب المعروف أيضا باسم القراد ذي الأرجل السوداء ولا تحمله أنواع القراد الأخرى الشائعة. وقد تم التعرف على هذا الداء وتسميته لأول مرة في عام ١٩٧٥ عندما لاحظ الباحثون تفشيا غير عادي لحالات التهاب المفاصل لدى أطفال في بلدة لايم بولاية كونيتيكت الأمريكية واكتشفوا لاحقا أن لدغات قراد الغزلان المصابة كانت هي السبب وراء هذا التفشي.