
يمثل اختيار الأرضيات قرارا جوهريا عند تجهيز أي منزل إذ يلعب دورا محوريا في تحديد طابعه العام وأجوائه الداخلية. ونظرا لأن الأرضيات تعد استثمارا طويل الأمد قد يستمر لعقود فإن عملية انتقائها تتطلب رؤية واضحة وتخطيطا دقيقا يتجاوز مجرد الانبهار بالمظهر الخارجي أو السعر.
عند التفكير في نوع الأرضية المناسب يجب أولا تقييم طبيعة استخدام الغرفة ومستوى الإجهاد الذي ستتعرض له. فأرضيات المطبخ والحمام على سبيل المثال تواجه تحديات الرطوبة والاستهلاك العالي بشكل يفوق كثيرا ما تتعرض له أرضية غرفة النوم. ولتسهيل هذا القرار يقدم الخبراء تصنيفات تعرف بفئات الاستخدام التي توضح مدى قدرة كل نوع على التحمل. فالاستخدامات المنزلية تنقسم إلى فئات من 21 إلى 23 حيث تناسب الفئة 21 الغرف قليلة الاستخدام كغرف النوم بينما الفئتان 22 و 23 مخصصتان للمساحات الأكثر حركة مثل الممرات والمطابخ.
إلى جانب المتانة تعد مقاومة الانزلاق معيارا مهما للسلامة خاصة في الأماكن الرطبة. وتصنف هذه المقاومة إلى فئات مثل R9 إلى R13 للمناطق الجافة والفئات A إلى C للمناطق التي يتم المشي فيها بأقدام حافية كالحمامات. وينصح المختصون باختيار أرضيات من فئة R9 أو R10 أو A أو B بحسب طبيعة المكان. وفي التصميمات المفتوحة التي تدمج المطبخ مع غرفة المعيشة يمكن استخدام أنواع مختلفة من الأرضيات بما يتناسب مع وظيفة كل جزء كاستخدام البلاط المقاوم للرطوبة في منطقة الطهي وأرضية أكثر راحة في ركن الجلوس.
تتنوع المواد المتاحة للأرضيات بشكل كبير ولكل منها مزاياها وعيوبها. فالأخشاب الطبيعية مثل الباركيه تمنح شعورا بالدفء والجمال وتتميز بالاستدامة لكنها تتطلب ميزانية أعلى وعناية دورية كإعادة طلائها بالزيت للحفاظ على رونقها. وفي المقابل توفر أرضيات الفينيل واللامينيت بديلا عمليا أقل تكلفة وأسهل في التنظيف وتحاكي مظهر الخشب الطبيعي ولكنها لا تضاهيه في المتانة والاستدامة. أما بلاط السيراميك فيتميز بصلابته ومقاومته وسهولة العناية الفائقة به إذ يكفي مسحه بالماء ليبدو جديدا تماما.
يؤثر تصميم الأرضية ولونها بشكل مباشر على الإحساس العام بالغرفة. لذا قبل الاختيار اسأل نفسك عن الأجواء التي ترغب في تحقيقها هل تريد غرفة تبدو مشرقة وأنيقة أم دافئة ومرحة؟ ويوصي مهندسو الديكور بأن يكون لون الأرضية أغمق بدرجة بسيطة من الجدران والسقف لمنح شعور بالثبات والاستقرار. فالأرضيات شديدة البياض قد توحي بالبرودة وعدم الأمان للبعض بينما الأرضيات السوداء بالكامل قد تبدو مزعجة وتظهر عليها الأتربة بوضوح. ومن الحكمة أخذ عينات من الأرضيات المرشحة وتجربتها في المنزل لتقييم مظهرها تحت الإضاءة الطبيعية والصناعية.
من الأمور الفنية التي يغفل عنها الكثيرون هي طبيعة الأرضية الأساسية أو السفلية التي سيتم تركيب الغطاء الجديد فوقها. ففي المباني الحديثة غالبا ما تكون الأرضية عبارة عن طبقة أسمنتية مستوية وصلبة تسمح بتركيب معظم أنواع الأرضيات دون مشاكل. لكن الوضع يختلف في المباني القديمة التي قد تحتوي على أسقف ذات عوارض خشبية وأرضيات غير مستوية ومرنة. وفي هذه الحالة لا يصلح تركيب أنواع معينة من الأرضيات مثل البلاط الذي قد يتشقق أو تتفتت فواصله نتيجة حركة الأرضية السفلية لذا من الضروري فحص وتقييم الأرضية الخام قبل اتخاذ أي قرار شراء.