مرض خدش القطط: أعراضه الصامتة قد تهاجم الدماغ والقلب فاحذر هذه العلامات

مرض خدش القطط: أعراضه الصامتة قد تهاجم الدماغ والقلب فاحذر هذه العلامات
مرض خدش القطط: أعراضه الصامتة قد تهاجم الدماغ والقلب فاحذر هذه العلامات

كشفت تقارير طبية حديثة أن خدش قطة بسيط قد يتطور إلى مضاعفات صحية خطيرة وغير متوقعة تتجاوز الأعراض المعروفة. هذه المضاعفات قد تصل إلى إصابة أجهزة حيوية في الجسم مثل الدماغ والقلب والعينين مما يستدعي فهمًا أعمق لهذا المرض الذي ينتقل من حيوان أليف شائع.

ينتج هذا المرض المعروف باسم مرض خدش القطط عن بكتيريا تسمى بارتونيلا هنسيلي. المثير في الأمر أن القطط المصابة بهذه البكتيريا لا تظهر عليها أي أعراض في الغالب وتكون حاملة صامتة للعدوى مما يجعلها مصدر خطر غير مرئي خاصة على فئات معينة مثل الأطفال والأشخاص ذوي المناعة المنخفضة.

على الرغم من أن الصورة النمطية للمرض تتمثل في ارتفاع درجة الحرارة وتضخم الغدد الليمفاوية فإن الأبحاث الطبية وثقت مجموعة من التأثيرات الأكثر خطورة. يمكن للعدوى أن تهاجم الجهاز العصبي مسببة التهاب الدماغ أو تشنجات أو اضطرابات في التوازن. كما قد تؤثر على العين وتؤدي إلى التهاب الشبكية أو القزحية الأمر الذي يهدد القدرة على الإبصار.

تمتد المضاعفات لتشمل الأعضاء الداخلية حيث رصدت حالات لتكون خراجات دقيقة أو التهابات في الكبد والطحال. وفي حالات نادرة ولكن خطيرة لدى البالغين خاصة الذين يعانون من مشاكل سابقة في صمامات القلب قد تتطور العدوى إلى التهاب صمامي. ولم يسلم الجهاز الحركي من تأثيرات المرض إذ سجلت حالات من التهاب العظام وظهور آفات في المفاصل.

من السمات المميزة للمرض تأخر ظهور الأعراض الرئيسية. فبينما قد تظهر بثرة أو بقعة صغيرة في مكان الخدش خلال فترة تتراوح بين ثلاثة وعشرة أيام فإن تضخم الغدد الليمفاوية المؤلم لا يبدأ بالظهور إلا بعد أسبوع إلى ثلاثة أسابيع من التعرض للخدش.

يواجه الأطباء صعوبة في بعض الأحيان عند تشخيص مرض خدش القطط نظراً لتشابه أعراضه مع أمراض أخرى. ويعتمد التشخيص الدقيق على معرفة التاريخ المرضي للشخص وتأكيد احتكاكه بالقطط مؤخراً بالإضافة إلى إجراء اختبارات دم متخصصة وقد يلجأ الطبيب في حالات معقدة إلى أخذ خزعة من العقدة اللمفاوية المتضخمة لتحليلها.

يعتبر الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين خمس وعشر سنوات الفئة الأكثر عرضة للإصابة بالمرض. كما يشكل المرض خطراً كبيراً على الأشخاص الذين يعانون من ضعف في جهاز المناعة مثل مرضى الإيدز أو الأفراد الذين يتناولون أدوية مثبطة للمناعة بعد عمليات زراعة الأعضاء.

تعد الوقاية عنصراً أساسياً لتجنب هذا المرض وتتضمن خطوات بسيطة وفعالة. من أهم هذه الخطوات السيطرة الدورية على البراغيث لدى القطط لأنها الناقل الرئيسي للبكتيريا بينها. كما يجب غسل أي خدش أو عضة من قطة على الفور بالماء والصابون جيداً ومنع القطط من لعق أي جروح مفتوحة على جلد الإنسان.

تتعافى غالبية الحالات بشكل طبيعي دون تدخل طبي خلال فترة تتراوح بين عدة أسابيع وأشهر خصوصاً لدى الأشخاص الذين يتمتعون بجهاز مناعة قوي. أما في الحالات الشديدة أو التي تظهر فيها مضاعفات خطيرة فيتم اللجوء إلى استخدام المضادات الحيوية للسيطرة على العدوى ومنع تفاقمها.