شهدت أسواق الصاغة في مصر استقراراً ملحوظاً في أسعار الجنيه الذهب خلال التعاملات المسائية اليوم وذلك بعد موجة من الارتفاعات التي طالت أسعار المعدن الأصفر محلياً. وتأتي هذه الحالة من الثبات في أعقاب تحركات قوية شهدتها البورصات العالمية للذهب والتي تأثرت بشكل مباشر بتقلبات سعر صرف الدولار الأمريكي.
يعود السبب الرئيسي وراء الارتفاعات التي سجلها الذهب في الجلسات السابقة إلى تراجع قيمة الدولار الأمريكي الذي وصل إلى أدنى مستوياته في شهرين. وجاء هذا الضعف في العملة الأمريكية نتيجة لتزايد التوقعات في الأسواق بأن البنك الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي يتجه نحو تخفيف سياسته النقدية عبر خفض أسعار الفائدة في اجتماعاته القادمة.
وتشير التكهنات إلى خفض محتمل بمقدار 25 نقطة أساس في اجتماع 17 سبتمبر وهو ما يؤثر سلباً على الدولار ويعزز في المقابل من جاذبية الذهب. فالمعدن الأصفر الذي لا يدر عائداً يصبح أكثر قيمة للمستثمرين حين تنخفض الفائدة على الأصول المنافسة مثل السندات والدولار مما يقلل من تكلفة الفرصة البديلة للاحتفاظ به.
وعلى الصعيد العالمي وصل سعر الأونصة إلى مستوى تاريخي غير مسبوق مسجلاً 3703 دولارات قبل أن يتراجع قليلاً من مكاسبه ليغلق عند مستوى 3684 دولاراً في تعاملات يوم أمس. ويعتبر هذا التراجع الطفيف الذي يشهده السعر اليوم بمثابة حركة تصحيحية طبيعية في الأسواق بعد الوصول إلى هذه القمم القياسية.
وانعكست هذه التطورات العالمية بشكل مباشر على السوق المحلي في مصر حيث كان صعود سعر الأونصة هو المحرك الأساسي وراء زيادة سعر جرام الذهب من عيار 21 الذي يعد الأكثر تداولاً بقيمة بلغت نحو 30 جنيهاً قبل أن تستقر الأسعار لاحقاً.
وقد سجلت أسعار الذهب في التعاملات المسائية اليوم عيار 24 قيمة 5669 جنيهاً للجرام الواحد بينما بلغ سعر جرام الذهب عيار 21 مستوى 4960 جنيهاً. أما عيار 18 فقد استقر عند 4251 جنيهاً للجرام في حين وصل سعر الجنيه الذهب إلى 39680 جنيهاً.
وفي سياق متصل أظهر مؤشر الدولار الأمريكي اليوم ارتفاعاً طفيفاً بنسبة 0.1% بعد أن كان قد هبط يوم الثلاثاء إلى أدنى مستوى له في أكثر من شهرين. وفي الوقت ذاته ظلت عوائد سندات الخزانة الأمريكية القياسية لأجل عشر سنوات تتداول بالقرب من أدنى مستوياتها المسجلة في أكثر من خمسة أشهر.
