كسوف الشمس غدًا.. فلكية جدة تكشف تفاصيل الظاهرة وموعد ذروتها المرتقبة

كسوف الشمس غدًا.. فلكية جدة تكشف تفاصيل الظاهرة وموعد ذروتها المرتقبة
كسوف الشمس غدًا.. فلكية جدة تكشف تفاصيل الظاهرة وموعد ذروتها المرتقبة

يترقب العالم ظاهرة فلكية لافتة تتمثل في كسوف جزئي عميق للشمس سيحجب خلاله القمر جزءا كبيرا من قرص الشمس. هذه الظاهرة ستكون مشاهدة بشكل حصري في مناطق محددة من نصف الكرة الجنوبي وتشمل نيوزيلندا وأستراليا وبعض جزر المحيط الهادئ والقارة القطبية الجنوبية ولن تكون مرئية في سماء المملكة أو أي من الدول العربية.

تتفاوت نسبة حجب قرص الشمس بشكل كبير من منطقة إلى أخرى بحسب الموقع الجغرافي للمراقب. ففي نيوزيلندا على سبيل المثال ستصل نسبة التغطية إلى نحو ثمانين بالمئة في جنوبها بينما تبلغ حوالي سبعين بالمئة في شمالها أما في أستراليا فسيكون الكسوف أقل وضوحا إذ لن تتجاوز التغطية على ساحلها الشرقي ثلاثة بالمئة. وفي جزر المحيط الهادئ مثل تونغا وساموا وفيجي ستبلغ نسبة الحجب حوالي سبعة وعشرين بالمئة في حين ستشهد محطات الأبحاث في القارة القطبية الجنوبية تغطية كبيرة تصل إلى اثنين وسبعين بالمئة.

أوضح رئيس الجمعية الفلكية بجدة المهندس ماجد أبو زاهرة أن وصف الكسوف بالعميق يرجع إلى النسبة الكبيرة التي سيغطيها القمر من الشمس في ذروة الحدث. وسيصل الكسوف إلى أقصى مراحله عندما يغطي القمر ما يقارب خمسة وثمانين ونصف بالمئة من قرص الشمس وسيكون هذا المشهد محصورا في مناطق الرؤية المحددة.

وفقا للتوقيت العالمي يستمر الكسوف بكامل مراحله لمدة أربع ساعات وخمس وعشرين دقيقة حيث يبدأ عند الساعة الثامنة وتسع وعشرين دقيقة مساء بتوقيت السعودية ويصل إلى ذروته في الساعة العاشرة وإحدى وأربعين دقيقة مساء ثم ينتهي بعد منتصف الليل في تمام الساعة الثانية عشرة وثلاث وخمسين دقيقة. وتأتي هذه الأوقات لتؤكد سبب عدم مشاهدة الظاهرة في المنطقة العربية حيث يكون غروب الشمس قد حدث قبل بدء الكسوف بفترة طويلة. ويتزامن الكسوف مع وصول القمر إلى مرحلة الاقتران المركزي لشهر ربيع الثاني عند الساعة العاشرة وأربع وخمسين دقيقة مساء لينهي بذلك دورته الاقترانية حول الأرض ويبدأ دورة جديدة.

يحمل هذا الحدث الفلكي أهمية علمية وتعليمية كبيرة فهو يمثل فرصة ثمينة للعلماء لاختبار دقة أجهزة الرصد الفلكية والتحقق من صحة الحسابات المدارية المعقدة للشمس والقمر. كما يستفيد الباحثون من الكسوف في دراسة تأثير التغير المفاجئ في الضوء والظلال على الغلاف الجوي للأرض ويعد الكسوف أيضا أداة تعليمية قيمة لزيادة الوعي بعلم الفلك من خلال تجارب مدرسية بسيطة مثل قياس تغير أطوال الظلال أو رصد الانخفاض في درجات الحرارة ويجذب اهتمام هواة الفلك لتوثيق الظاهرة فلكيا.