
يعاني الكثيرون من حرقة المعدة المزعجة التي قد تعكر صفو يومهم وتؤثر على جودة نومهم ليلا لكن الحل قد لا يكمن دائما في الأدوية بل في مجموعة من التغييرات البسيطة والمفاجئة في نمط الحياة اليومي والتي يمكنها أن تقضي على المشكلة من جذورها وتمنع تكرارها.
تأتي وضعية النوم في مقدمة العوامل المؤثرة حيث إن البدء بالاستلقاء على الجانب الأيسر عند الذهاب إلى الفراش يساعد تشريحيا في تقليل احتمالية ارتداد الحمض من المعدة إلى المريء. ولتعزيز هذا التأثير ينصح الخبراء برفع رأس السرير باستخدام كتل خشبية أو أسمنتية قوية تحت أرجل السرير من جهة الرأس بمسافة تتراوح بين 15 و 23 سنتيمترا. هذا الارتفاع يضمن أن يظل الجزء العلوي من الجسم مائلا مما يجعل الجاذبية تعمل لصالحك في إبقاء حمض المعدة في مكانه. وتجدر الإشارة إلى أن استخدام وسائد إضافية ليس بديلا فعالا لأنه يؤدي فقط إلى ثني الرقبة وقد يزيد الضغط على البطن بدلا من تخفيفه.
يلعب توقيت تناول الطعام دورا حاسما أيضا فمن الضروري ترك فاصل زمني لا يقل عن ثلاث ساعات بين وجبة العشاء وموعد الخلود إلى الفراش. تمنح هذه الفترة المعدة وقتا كافيا لهضم الطعام وتفريغه جزئيا إلى الأمعاء مما يقلل من كمية المحتويات التي قد ترتد إلى المريء عند الاستلقاء. إضافة إلى ذلك فإن طريقة تناول الطعام نفسها مهمة فتناول الوجبات ببطء مع مضغ كل لقمة جيدا يسهل عملية الهضم ويمنع ابتلاع الهواء الذي يسبب الانتفاخ والضغط داخل المعدة.
لا يمكن إغفال تأثير الوزن الزائد الذي يمثل ضغطا مباشرا ومستمرا على البطن ويدفع محتويات المعدة لأعلى لذلك يعد الحفاظ على وزن صحي خطوة أساسية للسيطرة على الحموضة. وبالمثل يؤثر التدخين سلبا على الصمام العضلي الموجود أسفل المريء حيث يضعف قدرته على الانغلاق بإحكام مانعا عودة الحمض. كما أن ارتداء الملابس الضيقة خاصة حول منطقة الخصر مثل الأحزمة المشدودة أو السراويل الضيقة يفاقم المشكلة عبر زيادة الضغط الخارجي على البطن والمعدة.
توجد قائمة من الأطعمة والمشروبات المعروفة بأنها تحفز نوبات الحموضة لدى الكثير من الأشخاص. ينصح بالابتعاد أو التقليل من الأطعمة الدهنية والمقلية والشوكولاتة والنعناع والمشروبات التي تحتوي على الكافيين مثل القهوة وكذلك المشروبات الكحولية. هذه المحفزات تعمل بطرق مختلفة فبعضها يبطئ إفراغ المعدة والبعض الآخر يسبب ارتخاء الصمام المريئي السفلي مما يسهل حدوث الارتجاع.