أثار قرار البنك الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي بخفض سعر الفائدة الرئيسي بمقدار 25 نقطة أساس حالة من الترقب في الأسواق العالمية ورغم هذه الخطوة التيسيرية إلا أن التحذيرات المصاحبة لها بشأن استمرار التضخم أوجدت حالة من الغموض حول مسار السياسة النقدية مستقبلا مما انعكس مباشرة على أداء الدولار وسندات الخزانة اللذين شهدا ارتفاعا ملحوظا.
أوضح رئيس الفيدرالي جيروم باول أن قرار الخفض يهدف إلى إدارة المخاطر الناجمة عن تراجع في ظروف سوق العمل وتزايد المخاطر المتعلقة بالتوظيف مؤكدا أن البنك لا يشعر بضرورة ملحة للتحرك بسرعة نحو مزيد من التخفيضات وأن القرارات القادمة ستعتمد على تقييم كل اجتماع على حدة مما يشير إلى استبعاد حدوث تيسير نقدي حاد في المدى القريب وقد دعم نيل كاشكاري رئيس بنك مينيابوليس الفيدرالي هذا التوجه مشيرا إلى أن مخاطر سوق العمل تبرر الخفض الحالي مع وجود احتمالية لتخفيضات إضافية في الاجتماعات المقبلة وتشير توقعات أعضاء البنك إلى خفضين إضافيين هذا العام مقابل خفض واحد فقط في عام 2026 مما يؤكد النظرة الحذرة.
جاءت قرارات الفيدرالي في وقت يشهد فيه الذهب أداء استثنائيا حيث نجح المعدن الأصفر في تحقيق موجة صعود قوية استمرت لخمسة أسابيع متتالية وقد توجت هذه الموجة بتسجيل سعر الأونصة مستوى تاريخيا جديدا عند 3707 دولارات قبل أن يتراجع السعر قليلا ويعتبر الضغط الناتج عن ارتفاع الدولار والسندات الأمريكية هو السبب الرئيسي وراء التوقف المؤقت في مسيرة صعود الذهب الذي يعاني أيضا من حالة تشبع شرائي سيطرت عليه مؤخرا.
على الرغم من التحديات الحالية لا يزال الاتجاه العام للذهب صاعدا بقوة وتتوقع مؤسسات مالية عالمية أن مسيرة الصعود قد تستمر لتدفع سعر الأونصة إلى مستوى 4000 دولار قبل نهاية العام الجاري ويستمد الذهب جاذبيته من أن انخفاض أسعار الفائدة يقلل من تكلفة الفرصة البديلة لحيازته كونه أصلا لا يدر عائدا بالإضافة إلى أنه ملاذ آمن للمستثمرين في أوقات عدم اليقين وقد حقق مكاسب تقترب من 40% منذ بداية العام.
يعزز هذه النظرة الإيجابية تقرير التزامات المتداولين الصادر عن لجنة تداول السلع الآجلة للأسبوع المنتهي في 16 سبتمبر فقد أظهر التقرير زيادة في عقود الشراء للمضاربة على الذهب من قبل المستثمرين الأفراد والمؤسسات بمقدار 1903 عقود مقابل انخفاض عقود البيع بمقدار 2767 عقدا ويعكس هذا التحول عودة قوية للطلب على شراء الذهب بدافع المضاربة نتيجة للتوقعات المتزايدة بشأن خفض الفائدة الأمريكية.
وفي السوق المحلية سجلت أسعار الذهب المستويات التالية
عيار 24: 5669 جنيها للجرام.
عيار 21: 4960 جنيها للجرام.
عيار 18: 4251 جنيها للجرام.
الجنيه الذهب: 39680 جنيها.
