الذكاء الاصطناعي في يد طفلك.. قنبلة موقوتة وخبراء يطلقون صافرة الإنذار

الذكاء الاصطناعي في يد طفلك.. قنبلة موقوتة وخبراء يطلقون صافرة الإنذار
الذكاء الاصطناعي في يد طفلك.. قنبلة موقوتة وخبراء يطلقون صافرة الإنذار

أطلقت إحدى المنظمات المعنية بالاستخدام الآمن للتكنولوجيا تحذيراً شديداً للأهالي والعاملين في الحقل التربوي بشأن منصة الذكاء الاصطناعي التوليدي جيميني حيث أكدت أن خدماتها لا تزال غير ملائمة للأطفال والمراهقين على الرغم من بعض تحديثات الحماية التي أضيفت إليها مؤخراً مما يضع سلامة الصغار على المحك.

وفي سياق متصل حذر المعهد الاتحادي للصحة العامة في ألمانيا من المخاطر الجسيمة للاستخدام المفرط للهواتف الذكية بين الأطفال والمراهقين مشيراً إلى أن هذا السلوك يزيد بشكل ملحوظ من احتمالية تطور إدمان الأجهزة الذكية لديهم وما يترتب عليه من عواقب صحية ونفسية واجتماعية وخيمة.

وقد وصفت المنظمة منصة جيميني بأنها تشكل خطراً كبيراً على هذه الفئة العمرية الحساسة مرجعة ذلك إلى ما اكتشفته من عيوب تصميمية جوهرية ونقص واضح في إجراءات السلامة المخصصة والمناسبة لأعمارهم. وأشارت التقارير إلى أن النسخ الموجهة لمن هم دون الثالثة عشرة أو تلك المزودة بحماية للمراهقين لا تعدو كونها نسخاً معدلة بشكل طفيف من إصدار البالغين بدلاً من أن تكون منصات مصممة خصيصاً لهم منذ البداية.

ومن أبرز علامات الخطر التي يجب على الآباء مراقبتها لدى أبنائهم هي ظهور الانفعال الشديد عند عدم تمكن الطفل من استخدام هاتفه والانشغال الدائم بالألعاب أو منصات التواصل الاجتماعي وإهمال واضح للدراسة والهوايات والعلاقات الاجتماعية وحتى النظافة الشخصية بالإضافة إلى شكاوى جسدية متكررة كالصداع وآلام الظهر واضطرابات النوم.

وأوضحت المنظمة في تقريرها أن فلاتر الحماية في جيميني بالرغم من وجودها لا تزال غير كافية وتسمح بتسرب محتوى غير لائق كما أنها تفشل في التعرف على أعراض مرتبطة بمشكلات الصحة النفسية الخطيرة. ووجد التقييم أن المنصة تعامل جميع المستخدمين الصغار والمراهقين بالطريقة ذاتها متجاهلة الفروقات الكبيرة في مراحل نموهم العقلي والعاطفي وحاجتهم المتفاوتة للإرشاد والمعلومات.

ولتجنب الوصول إلى مرحلة الإدمان ينصح الخبراء بضرورة تدخل الأهل عبر وضع قواعد واضحة لاستخدام الهاتف الذكي كتحديد أوقات يُمنع فيها استخدامه تماماً مثل أوقات تناول الطعام أو اللقاءات العائلية أو قبل الخلود إلى النوم بساعة على الأقل.

وتعمق التقرير في المخاطر ليكشف أن المنصة قد تقدم نصائح غير آمنة في ما يتعلق بالصحة النفسية وهو ما يثير قلقاً بالغاً في ضوء تحذيرات سابقة حول روبوتات محادثة أخرى قدمت إجابات يمكن تفسيرها على أنها تشجع على إيذاء النفس. بالإضافة إلى ذلك سمحت المنصة بسهولة بتداول مواد غير مناسبة للأطفال تشمل إشارات إلى الكحول والمخدرات ومحتويات جنسية.

ويشدد الخبراء أيضاً على أهمية ملء وقت فراغ الطفل بأنشطة حركية واجتماعية وإبداعية متنوعة لجعل وقته بعيداً عن الشاشات أكثر متعة وفائدة وتقليل الشعور بالملل. وفي حال فشلت كل هذه الإجراءات الوقائية في الحد من تعلق الطفل بهاتفه يصبح من الضروري حينها اللجوء إلى استشارة طبيب نفسي متخصص لتقييم الحالة وتقديم الدعم اللازم.