قد لا يلتفت الكثيرون إلى لسانهم كمؤشر حيوي لكن الدراسات الحديثة والطب التقليدي يتفقان على أن هذا العضو الصغير قد يحمل أسرارا مهمة عن صحة القلب والأوعية الدموية. فبعيدا عن الأعراض الشائعة مثل آلام الصدر أو ارتفاع ضغط الدم يمكن للتغيرات في لون اللسان وملمسه أن تكون بمثابة نظام إنذار مبكر يكشف عن كفاءة عمل القلب.
إن اللسان ليس مجرد عضلة للتذوق والكلام بل هو نسيج غني بالأوعية الدموية والأعصاب ومستعمرات بكتيرية تعكس الحالة الصحية العامة للجسم. أي خلل في الدورة الدموية أو وجود التهابات جهازية يمكن أن يظهر بوضوح على سطحه. وقد وجدت الأبحاث العلمية المعاصرة أن تركيبة الميكروبيوم أي البكتيريا الموجودة على اللسان تختلف بشكل ملحوظ بين الأشخاص الأصحاء وأولئك الذين يعانون من أمراض قلبية مما يؤكد أن ما نراه على اللسان قد يكون مرآة لاختلالات داخلية عميقة.
من المهم مراقبة لون اللسان فاللسان الصحي يتميز بلون وردي وتغطيه طبقة بيضاء خفيفة. أما ظهور لون أرجواني داكن أو أحمر فقد يشير إلى ضعف في الدورة الدموية واحتمال وجود مشكلات قلبية. وفي المقابل قد يكون اللسان الشاحب علامة على فقر الدم أو انخفاض تدفق الدم وهما حالتان تفرضان على القلب عبئا إضافيا للعمل بجهد أكبر.
لا تقتصر الدلائل على اللون فقط بل يمتد الأمر إلى ملمس اللسان وتركيبه. فاللسان المنتفخ أو المتورم قد يدل على احتباس السوائل في الجسم وهي علامة شائعة ترتبط بضعف وظائف القلب. كما أن ظهور تشققات عميقة على سطح اللسان قد ينبئ بوجود حالات صحية مزمنة تؤثر بدورها سلبا على الجهاز القلبي الوعائي.
يجب الانتباه أيضا إلى الطبقة التي تغطي اللسان. فوجود طبقة سميكة ذات لون أصفر يمكن أن يكون مؤشرا على التهاب جهازي وهو عامل معروف يساهم في تفاقم أمراض القلب. وعلى النقيض من ذلك فإن غياب هذه الطبقة تماما قد يكشف عن نقص في العناصر الغذائية الأساسية مما يضعف قدرة الجسم على مواجهة أي ضغط يتعرض له القلب.
للاستفادة من هذه المعلومات يمكن تحويل فحص اللسان إلى عادة يومية بسيطة. خصص وقتا كل صباح لمراقبة لسانك في ضوء طبيعي ولاحظ أي تغيرات مستمرة في لونه أو ملمسه أو الطبقة التي تغطيه. قم بربط هذه الملاحظات بنمط حياتك العام مثل نظامك الغذائي ومستويات الكوليسترول وضغط الدم فهذا الوعي قد يساعد في الكشف المبكر عن أي مشكلات محتملة.
