شهدت أسواق الذهب في مصر مع بداية التعاملات الأسبوعية قفزة تاريخية غير مسبوقة في الأسعار حيث حطم المعدن الأصفر كافة الأرقام القياسية السابقة. ولأول مرة في تاريخه تجاوز سعر جرام الذهب من عيار 21 وهو العيار الأكثر شعبية وانتشارا في البلاد حاجز الخمسة آلاف جنيه وسط حالة من الترقب في الأسواق بشأن المزيد من الصعود المحتمل.
وقد انعكست هذه الطفرة على كافة الأعيرة المتداولة حيث وصل سعر جرام الذهب من عيار 24 إلى مستوى 5726 جنيها. كما سجل سعر الجرام من عيار 18 قيمة بلغت 4294 جنيها في حين قفز سعر الجنيه الذهب ليسجل هو الآخر رقما قياسيا جديدا عند 40080 جنيها.
ويعزو المحللون هذا الارتفاع الكبير إلى عاملين رئيسيين يعملان معا لدفع الأسعار إلى هذه المستويات القياسية. يتمثل العامل الأول في الصعود التاريخي لسعر الأونصة في البورصات العالمية بينما العامل الثاني هو التحرك التدريجي لسعر صرف الدولار مقابل الجنيه في السوق المحلية.
على الصعيد العالمي سجل سعر الذهب مستوى تاريخيا جديدا في مستهل تداولات الأسبوع متجاوزا حواجز نفسية هامة. ويأتي هذا الأداء القوي نتيجة لتسعير الأسواق بالفعل لتوقعات بحدوث تغيير وشيك في السياسة النقدية للبنك الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي والاتجاه نحو خفض أسعار الفائدة خلال الفترة المقبلة مما يعزز من جاذبية المعدن النفيس.
وبالتوازي مع الدعم القوي القادم من الأسواق العالمية يلعب سعر الصرف المحلي دورا محوريا في تحديد أسعار الذهب في مصر. وقد لوحظ ارتفاع تدريجي في سعر صرف الدولار داخل البنوك الرسمية وهو الأمر الذي أضاف زخما إضافيا لرحلة صعود الذهب محليا وضاعف من تأثير الارتفاعات العالمية.
وفي ظل هذه التطورات يترقب المستثمرون على الساحة الدولية صدور بيانات التضخم الأمريكية وتصريحات مسؤولي الفيدرالي القادمة. أما محليا فينصب التركيز على مراقبة المسار المزدوج لأسعار الدولار والذهب مع وجود توقعات سائدة باستمرار الموجة الصعودية القياسية للمعدن الأصفر في مصر إذا استمرت الأسعار العالمية في تحقيق قمم جديدة.
