تكشف سلوكياتنا اليومية البسيطة عن جوانب خفية في شخصياتنا أكثر مما نتوقع فالطريقة التي نتعامل بها مع الطعام على المائدة لا تقتصر على مجرد تلبية حاجة بيولوجية بل هي مرآة تعكس طباعنا العميقة وتفضيلاتنا وأنماط تفكيرنا من سرعة الأكل إلى ترتيب الصحن وصولا إلى اختيار الأطباق.
يتميز الشخص الذي ينهي وجبته بسرعة فائقة متفوقا على كل من يشاركه المائدة بأنه شخصية عملية قادرة على حسم الأمور واتخاذ القرارات دون تردد كما أنه يكره الانتظار ويسعى دائما لتحقيق أهدافه بكفاءة ورغم أن هذه السرعة تعكس طبيعته المنتجة إلا أنها قد تحرمه أحيانا من الاستمتاع الكامل باللحظة الحالية لهذا ينصح بالتمهل قليلا فالطعام متعة وليس مجرد مهمة يجب إنجازها.
على النقيض تماما يأتي الذواق المتأني الذي يتعامل مع كل لقمة كأنها تجربة حسية فريدة فهو يتذوق الطعام ببطء ويحلل نكهاته المختلفة ويستمتع بكل تفصيل في الطبق يكشف هذا الأسلوب عن شخصية عميقة تهتم بالتفاصيل الدقيقة وتقدر الجودة على حساب الكمية وتتمتع بوعي حسي عال لكن المبالغة في التحليل قد تفقده بساطة الاستمتاع.
وهناك أيضا الشخص المنظم الذي يبدو طبقه كلوحة فنية مرتبة حيث يحرص على عدم خلط المكونات المختلفة وفصل كل صنف عن الآخر يعكس هذا السلوك ميلا قويا نحو النظام والانضباط ورغبة في السيطرة على مجريات الأمور في حياته بشكل عام وقد يكون من المفيد له أن يتذكر أحيانا أن بعض الفوضى العفوية قد تحمل في طياتها لذة غير متوقعة.
أما المغامر الغذائي فهو ذلك الشخص الذي لا يخشى الخروج عن المألوف ويتحمس لتجربة الأطباق الغريبة والمطابخ الجديدة ولا يتردد في اختيار أصناف لم يسمع بها من قبل تنم هذه الجرأة عن شخصية منفتحة على العالم شغوفة بالتجديد وخوض التجارب الجديدة ولا تخشى مغادرة منطقة الراحة الخاصة بها.
في المقابل نجد المتردد الأبدي الذي يحتاج وقتا طويلا لدراسة قائمة الطعام وقد يسأل النادل عن كل صغيرة وكبيرة قبل أن يحسم أمره ينبع هذا التصرف من شخصية حذرة تخشى الندم وتبحث باستمرار عن الخيار المثالي وتفكر مليا قبل اتخاذ أي قرار سواء كان بسيطا أو مصيريا وقد يساعده تذكر أن الثقة بالنفس واختياراته هي نكهة لذيذة بحد ذاتها.
كما تبرز شخصية محب الحلويات الذي قد لا يولي اهتماما كبيرا للطبق الرئيسي لكن عينيه تلمعان فور ذكر قائمة الحلوى يرتبط هذا التفضيل غالبا بشخصية عاطفية ورومانسية تبحث عن الجوانب الجميلة والممتعة في الحياة ورغم ميله للمزاجية أحيانا إلا أنه يمتلك قلبا طيبا.
وأخيرا هناك المشارك الكريم الذي تجده يبادر بمشاركة طعامه مع الآخرين ويعرض عليك تجربة قضمة من طبقه دون تردد هذا السلوك يعبر بوضوح عن شخصية اجتماعية كريمة بطبعها تحب بناء العلاقات وتهتم بصدق بمن حولها لكن عليها ألا تنسى الاهتمام بنفسها وسط هذا الكرم الفياض.
