
لتحسين الصحة العامة لا يتطلب الأمر دائما اتباع أنظمة غذائية قاسية أو إجراء تغييرات جذرية في نمط الحياة بل إن تبني عادات يومية بسيطة ومستمرة يمكن أن يحدث فرقا كبيرا على المدى الطويل فالصحة الجيدة تبنى من خلال الخيارات الصغيرة التي نكررها كل يوم.
من أهم العادات التي ينصح بها الخبراء هي الحرص على تناول وجبة الإفطار خلال ساعتين من الاستيقاظ حتى لو لم تكن تشعر بالجوع الشديد. إن وجبة فطور غنية بالبروتين مثل البيض أو الزبادي اليوناني تمنح الجسم الطاقة اللازمة لبدء اليوم وتساعد على تقليل الرغبة في تناول الأطعمة السكرية لاحقا. بالإضافة إلى ذلك فإن بدء اليوم بشرب كوب من الماء الدافئ يساهم في تنشيط الجهاز الهضمي وتحفيز عمليات الأيض وتعويض السوائل التي يفقدها الجسم أثناء النوم ويمكن إضافة شرائح الليمون لتعزيز عملية تنقية الجسم.
يعد تكوين طبق الطعام بطريقة ذكية عادة أساسية أخرى حيث ينصح بجعل الخضروات سواء كانت طازجة أو مطبوخة تشكل نصف محتويات طبقك في وجبتي الغداء والعشاء. تضمن هذه الطريقة حصول الجسم على كمية وفيرة من الألياف والفيتامينات والمعادن الضرورية ليعمل بكفاءة. وفي السياق ذاته يفضل استبدال الحبوب المكررة كالخبز الأبيض والأرز الأبيض بالحبوب الكاملة مثل الشوفان والأرز البني والكينوا والخبز المصنوع من دقيق القمح الكامل لأنها غنية بالألياف وتساهم في تنظيم مستويات السكر في الدم وتوفير طاقة مستدامة.
الجفاف يؤثر سلبا على مستويات الطاقة والتركيز وحتى صحة البشرة لذلك فإن شرب كميات كافية من الماء على مدار اليوم أمر لا غنى عنه. ينصح بإبقاء زجاجة ماء قريبة منك دائما لضمان شرب ما لا يقل عن ثمانية أكواب يوميا. وعندما يتعلق الأمر بالوجبات الخفيفة بين الوجبات الرئيسية يجب الابتعاد عن الخيارات غير الصحية مثل رقائق البطاطس واستبدالها ببدائل ذكية كحفنة من المكسرات النيئة أو شرائح التفاح مع زبدة الفول السوداني أو الخضروات الطازجة مع الحمص فهذه الخيارات تساعد على استقرار نسبة السكر في الدم وتمنع الإفراط في تناول الطعام.
إن طريقة تناول الطعام لا تقل أهمية عن نوعه فالأكل بسرعة يؤدي غالبا إلى استهلاك كميات أكبر من الطعام دون وعي. لذلك من الضروري أخذ الوقت الكافي للمضغ والاستمتاع بنكهات الطعام لمنح الجسم فرصة للشعور بالشبع. وقد أظهرت الدراسات أن تناول الطعام ببطء يقلل من كمية السعرات الحرارية المستهلكة ويحسن عملية الهضم.
يساهم الطبخ في المنزل بشكل كبير في تحسين الصحة إذ يمنحك السيطرة الكاملة على مكونات وجباتك. يتيح لك الطبخ المنزلي تقليل استخدام الزيوت المهدرجة والملح الزائد والإضافات الصناعية الموجودة بكثرة في الأطعمة الجاهزة ووجبات المطاعم كما أنه يعزز علاقتك بالطعام بشكل إيجابي. ومن المهم أيضا تقليل استهلاك الملح والسكر بشكل تدريجي حيث إن الإفراط في تناول الملح يرفع ضغط الدم بينما يرهق السكر الزائد أجهزة الجسم. ابدأ بتخفيض الكميات المستخدمة شيئا فشيئا حتى تعتاد حاسة التذوق لديك على النكهات الأقل حدة.
أخيرا يجب تجاهل الحميات الغذائية القاسية والموضات العابرة التي لا تستند إلى أساس علمي. الأهم هو الاستماع إلى إشارات جسمك من جوع وشبع وعدم حرمان النفس من الأطعمة المحببة. فالتوازن هو مفتاح الصحة المستدامة وليس الحرمان.