يحذر خبراء التغذية من المخاطر الصحية الخفية التي قد يسببها استهلاك الجبنة الرومي بشكل متكرر لطلاب المدارس رغم كونها عنصراً أساسياً وشائعاً في كثير من البيوت المصرية وخياراً سريعاً لإعداد الساندويتشات اليومية وهو ما يغفل عنه عدد كبير من أولياء الأمور الذين يعتمدون عليها لسهولة تحضيرها.
يرتبط تناول الجبنة الرومي بمحتواها العالي من الدهون المشبعة والكوليسترول نظراً لأنها تصنع في الغالب من حليب كامل الدسم الأمر الذي قد يؤثر سلباً على صحة القلب والأوعية الدموية لدى الأطفال على المدى الطويل ويرفع مستويات الكوليسترول في الدم بشكل قد لا يظهر تأثيره إلا في مراحل عمرية متقدمة.
كما أن بعض الأنواع التجارية من الجبنة الرومي خصوصاً الأنواع الرخيصة منها تحتوي على مواد حافظة وملونات صناعية قد يكون لها تأثير مباشر على الأطفال حيث تربط الدراسات بين هذه المواد وبين مشاكل في التركيز والانتباه وزيادة احتمالية الإصابة بالحساسية الغذائية أو اضطرابات المعدة.
أحد أخطر الجوانب في الجبنة الرومي هو نسبة الملح المرتفعة جداً فيها فالكميات الكبيرة من الصوديوم عند تناولها يومياً أو بإفراط قد تؤدي إلى ارتفاع ضغط الدم لدى الأطفال أو تسبب مشاكل في وظائف الكلى نتيجة لتراكم الأملاح الزائدة في الجسم.
ويعود سبب تفضيل الأطفال لهذا النوع من الجبن إلى مذاقها المالح القوي وقوامها القاسي المختلف عن أنواع الجبن الأخرى بالإضافة إلى أن الأمهات يجدن فيها حلاً عملياً وسريعاً لتجهيز وجبة الإفطار المدرسية دون الحاجة إلى تحضيرات معقدة.
وعلى الرغم من أن الجبنة الرومي تحتوي على البروتين والكالسيوم إلا أن قيمتها الغذائية لا تعتبر مثالية للأطفال عند مقارنتها ببدائل أخرى أكثر صحة مثل الجبن القريش أو الجبن الأبيض الطازج حيث تتميز هذه الأنواع بكونها أقل في نسبة الدهون والملح وأسهل في عملية الهضم.
ولتجنب هذه الأضرار ينصح الدكتور عبد الرحمن شمس خبير التغذية بضرورة الاعتدال في تقديم الجبنة الرومي لطلاب المدارس وألا تكون جزءاً يومياً من وجباتهم بل يجب الحرص على تنويع مصادر الغذاء في اللانش بوكس المدرسي.
ويفضل عند الحاجة لشرائها اختيار الأنواع ذات الجودة العالية المصنوعة من الحليب الطبيعي والخالية من المواد الحافظة كما يمكن تحسين القيمة الغذائية للوجبة عبر إضافة مكونات صحية بجانبها مثل شرائح الخضروات الطازجة كالخيار والطماطم لتقليل تركيز الملوحة في الساندويتش.
