
يشهد سكان منطقة الحدود الشمالية ملاحظة تزايد تواجد نبات العشر في مساحات واسعة من البيئة المحلية، حيث أصبح ملموساً انتشاره بشكل واضح خلال الأعوام الأخيرة، خاصة في مواقع الطبيعة المفتوحة. تعتبر هذه النبتة من الأنواع التي دخلت حديثاً إلى المنطقة وليست من النباتات الأصلية، إذ بدأت في فرض حضورها على جزء من الغطاء النباتي المحلي دون أن تكون مرتبطة بالنظام البيئي التقليدي للمنطقة.
يتميّز نبات العشر المعروف علمياً باسم Calotropis procera بقدرته اللافتة على التكيف مع ظروف الطقس الصعبة والبيئات الصحراوية القاسية، ويملك قدرة عالية على تحمل درجات حرارة مرتفعة وفترات جفاف طويلة. ذلك ساعده في التوسع ضمن مناطق صحراوية واسعة في شمال المملكة.
وأشار عدد من الخبراء في النبات إلى أن العشر يتخذ شكل شجيرات دائمة الخضرة من النباتات البرية، ويصل في أحيان كثيرة إلى ارتفاع خمسة أمتار. أبرز سماته وجود فروع هشة تميل إلى الخشب، بالإضافة إلى لحاء إسفنجي وأوراق كبيرة خضراء تميل إلى الزرقة، وتتسم أوراقه بالكثافة. وتغطي العصارة اللبنية الكثيفة مختلف أجزاء النبات، في حين يزهِر بشكل مستمر على مدار السنة من خلال أزهار لها لون أخضر في الداخل مع أطراف بنفسجية اللون.
وعلى الرغم من أن مكونات العشر الكيميائية تسببت في عزوف الحيوانات والمواشي عن التهامه، إلا أن له جوانب مفيدة؛ إذ يساعد بشكل طبيعي في تثبيت رمال التربة ومقاومة انجرافها، إلى جانب اعتباره من النباتات الجاذبة للنحل والذي يستفيد منه في إنتاج العسل، فضلاً عن فرص الاستفادة من أليافه في القطاعات التقليدية كصنع الحبال والفتائل.