
أثار الحساب الرسمي لنادي النصر جدلا واسعا عبر منصاته الرقمية بعد نشره سلسلة من الرسائل التي كان الهدف منها استعراض القوة وإثبات الهيمنة لكنها كشفت عن صورة مختلفة تماما وأظهرت النادي وكأنه يخوض صراعا داخليا أكثر من كونه يتحدى منافسيه في الساحة الكروية السعودية.
ولم يقتصر الأمر على منافس واحد فقد حاول النصر تأكيد هويته اللونية أمام نادي الاتحاد من خلال إطلاق شعار الأصفر واحد فقط غير أن هذه المحاولة جاءت بنتائج عكسية فبدت وكأنها اعتراف ضمني بأن الاتحاد لا يزال هو الرمز التاريخي الراسخ للون الأصفر وأن النصر في موقف يحتاج فيه إلى تبرير أحقيته باللون بدلا من إثباتها كحقيقة مسلم بها للجماهير.
وفي الوقت ذاته وجه النصر سهامه بشكل غير مباشر نحو غريمه التقليدي الهلال مستخدما عبارات مثل أحدهم هرب ومشاهد ترعب المنسحبين إلا أن هذه الكلمات عكست انشغالا دائما بالزعيم الذي يظل حاضرا بقوة في خطاب النصر حتى في غيابه مما يصور النادي وكأنه أسير عقدة نفسية تجاه منافسه الأزرق ويجعل من غيابه محورا لأحاديثه.
وبهذا الشكل وجد النصر نفسه عالقا بين محاولاته لترسيخ هويته أمام الاتحاد وبين هوسه المستمر بغياب الهلال ليظهر في المشهد النهائي أن معركته الحقيقية ليست مع الأندية الأخرى بقدر ما هي معركة داخلية مع ذاته لإيجاد هوية مستقلة وهيبة لا تعتمد على التقليل من الآخرين أو استحضارهم بشكل دائم.